السؤال
ذهبت إلى المسجد بالأمس وخلعت حذائي, وتركته في المكان الذي توضع فيه الأحذية, وهذا المكان جائز أن تقع فيه السرقة, ثم قلت: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه أبدًا, ثم انتهيت من الصلاة وعندما خرجت وجدت أن الحذاء تمت سرقته, فحصل لي شك في الإيمان خطير, وقلت: كيف قلت: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه أبدًا, وتمت سرقة حذائي؟
فأرجو منكم أن تجيبوني, هل من الممكن أن أستودع الله شيئًا ثم تتم سرقته؟ أم أن هذا لعيبٍ فيّ؟ فأنا لا أستطيع أن أصلي في خشوع كما كنت سابقًا, ويصور لي عقلي أن الله لا يحبني, ولا يحفظ أشيائي, وأنني من الظالمين - والعياذ بالله - وأحيانًا أشك في ديني, فأرجو الإفادة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشرح للحق صدرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى, ثم اعلم - أخي السائل - أن الله تعالى يبتلي عبده ليرى إيمانه ويقينه، وثباته على دينه، فاحذر أن تفتن بعارض من شهوة أو شبهة، وتذكَّر قول الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج: 11], وجاهد في مثل هذه المواطن: وسوسة الصدر, وتسويل الشياطين, واستعن بالله تعالى, قال ابن القيم في زاد المعاد: جهاد الشيطان مرتبتان:
إحداهما: جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات, والشكوك القادحة في الإيمان.
الثانية: جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات, فالجهاد الأول يكون بعدة اليقين، والثاني يكون بعدة الصبر, قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}[السجدة: 24] فأخبر أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات. اهـ.
وأما بخصوص ما استشكلته في سؤالك فراجع في جوابه الفتوى رقم: 183023.
والله أعلم.