الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج من فتاة لا يرغب فيها الوالدان

السؤال

تعرفت على فتاة بنية الزواج، متحجبة، توصيني بالصلاة، تصارحني حتى بمن يعاكسها في الطريق، تحبني، وحاولت بنات خالتها صدها عني بملء فكرها. ما قبلت خاطبا غيري، ليس هي من قالت لي ذلك، بل تأكدت بنفسي، حلفت لي بأن لا أحد مسها، أحيانا نجد مشاكل غيبة الناس في أو فيها، تناقشنا في الخطبة وعزمنا، قلت للوالدين فذهبوا حياء مني. أراد أخي الأكبر المعارض في القضية السؤال عن الفتاة فقلت له: لا تسأل، سأستخير، لكن أبي سأل عنها جيرانها، أصدقاءه، فجاءني بأنها زانية، فقلت: فتح الله التوبة للناس جميعا، وعيرني بالديوث، وانقلب أبواي ضدي، وأصبحت أبيت خارج المنزل، في غيابي فسخوا الخطبة دون علمي، لكني ما زلت أريد الزواج بالفتاة، فهي مازالت صابرة، تأمل الزواج مني، علما أني ذهبت وإياها إلى أحد الراقين، فقال إني أعاني من مس، فظلت معي دون فراقي، سألتها عن بيتها وبيت خالتها، فأعطتني عناوين خاطئة، وكأنها تخجل من بيتها المعوز، وذلك قبل الخطبة، وتزعم أن أخت صديقي صديقتها، لكني عندما سألت صديقي قال بأنها لا تعرفها، كما أنها لم تصارحني بأن أمها تسأل الصدقة عند باب المسجد، لكنها ذكرت لي منذ البداية أن أمها مريضة، أحيانا تحس بالمستقبل وتذكر أشياء مستقبلية، للعلم مشكل خطبتي ذكرته لي قبل حدوثه، فقد قالت لي مسبقا بأن الناس سيثيرون فتنة، وستبطل خطبتنا. أنا الآن محتار هل أصدق الناس أم عائلتي أم هي؟ أريد الزواج من الفتاة فهي يتيمة، فقيرة، وأحبها، كما أني حلفت على المصحف أني لن أتزوج غيرها، ولن أخدعها.
للتأكد من الفتاة، ولإرضاء أهلي أردت السؤال عن الفتاة، فسألت أصدقائي الذين هم جيرانها، فقالوا: لم نر منكرا منها، أنا محتار وعازم على الهجرة. عرضت عليها عليها الزواج ثم الهجرة بعد التوبة، فأنا أيضا زان.
أفتوني ولكم الأجر. أعاني من مشاكل في كل شيء في العمل، والدراسة، والبيت.
فهل هذا من المس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تحب الفتاة، وترى أنها عفيفة ذات خلق ودين، وأن ما ذكر لأخيك مفترى عليها لا حقيقة له، أو أنه كان منها شيء من ذلك ثم تابت وأنابت، فلا حرج عليك أن تتزوج بها.

ونصيحتنا لك أن تطلب من أمك التثبت من شأنها بزيارة أهلها، فلو رأت منها ما يسر خطبتها لك، وإلا فنصيحتنا لك ألا تعدل برضا والديك، وموافقة هواهما، رضا فتاة أوغيرها، ما لم تخش الوقوع معها في الحرام لتعلقك بها، فحينئذ تقدم الزواج بها على طاعة والديك في تركه.

يقول الناظم:

لابن هلال طوع والد وجب * إن منع ابنه نكاح من خطب

ما لم يخف عصيانه للمولى * بها فطاعة الإله أولى

وقبل الزواج يلزمك البعد عنها لأنها أجنبية عنك، لا تحل لك الخلوة بها، ولا لمسها، ولا الحديث معها في غير حاجة معتبرة.

كما يلزمك التوبة إلى الله تعالى مما تذكر من الزنا؛ فإنه لا يجوز زواج زان من عفيفة حتى يتوب إلى الله تعالى. وانظر الفتوى رقم: 139348.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني