السؤال
أنا طالب في أمريكا، وفي أحد الأيام أخذت برجر من أحد المطاعم فوجدت به قطعا من الخنزير، وكان هذا فطوري ولم أفكر في رميه، لكنني أخذت قطع الخنزير ورميتها، ثم مسحت الطعام بمنديل ثم سميت الله وأكلت، وبعدما انتهيت راودني الشك أن ما فعلته كان خطأ، إذ كان علي أن أرميه بدلاً من أن آكله، فهل يجوز لي أكله أم لا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما طبخ أوقلي معه لحم الخنزير في إناء واحد، فإنه نجس، وكذلك ما لا مسته رطوبته، لأنه تنجس بطبخه مع الخنزير النجس أو ملامسته له، لقول الله تعالى في شأن الخنزير: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ{الأنعام:145}.
وقد قال خليل في المختصر في نجاسة ما طبخ مع النجس وعدم قبوله التطهير: ولا يطهر زيت خولط ولحم طبخ وزيتون ملح وبيض سلق بنجس.
قال عليش في شرح المختصر: ولا يطهر بفتح فسكون فضم أي لا يقبل التطهير زيت ونحوه من الأدهان خولط بنجس، ولا لحم ونحوه طبخ بنجس من ماء, أو ملح أو غيرهما, أو وقعت فيه نجاسة حال طبخه قبل استوائه لشربه منها وغوصها فيه، فإن وقعت فيه بعد نضجه تنجس ظاهره فقط فيغسل ويؤكل. اهـ.
وبناء عليه، فلا يكفي فيه مسحه بالمنديل، بل يجب رميه كله، اللهم إلا إذا افترض أن هناك جزء من خبز أو غيره لم تصل إليه رطوبة النجاسة فيبقى طاهرا.
والله أعلم.