الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاديث ضعيفة عن البربر

السؤال

هل وردت أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن البربر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في ذم البربر ولكن لم يصح منها شيء، بحسب اطلاعنا، فمن ذلك ما رواه الطبراني في الأوسط أنه صلى الله عليه وسلم قال: الخبث سبعون جزءا؛ فجزء في الجن والإنس، وتسع وستون في البربر. ذكره الألباني في الضعيفة برقم 2535. ومنها ما رواه أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنِّي "، قَالَ: بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ. قال الشيخ الأرنؤوط محقق المسند: إسناده ضعيف ومتنه منكر. وقال بعد بيان وجه ضعف الحديث: وأما البربر، فهم قوم قد هداهم الله للِإسلام بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزمن، فقد افتتح المسلمون بلادهم في زمن معاوية بن أبي سفيان بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله، ثم كانوا فيما بعدُ مادة الجيش الِإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري رحمه الله. انتهى.

وروى أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَرْبَرِيًّا، فَلْيَرُدَّهَا. قال محقق المسند: إسناده ضعيف. ثم قال بعد بيان وجه ضعفه: وأورده المتقي في "كنز العمال" (16554) ، وزاد نسبته للنسائي، ولم نجده، ثم نقل عن ابن الجوزي قوله: كان البربر إذ ذاك كفاراً. قلنا -محقق المسند- طالما ثبت ضعف الإسناد فلا يتكلف لتأويله. انتهى.

وفي الباب أحاديث أشد ضعفا مما مر. وعلى تقدير صحة شيء منها فيحمل على الحال التي كانوا فيها كفارا قبل أن يهديهم الله للإسلام، كما مر بك نقلا عن ابن الجوزي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني