السؤال
ظلمت في عملي، ومديري هندوسي لا يخاف الله، وبعد ما قرر رفضي من عملي وجدت الدنيا كلها مغلقة أمامي وأحيانا يقل أملي بالله وأقول كلاما لا يصح مثل: هل الله عالم بي؟! ولماذا لا أفرح لمدة تجاوزت 6 شهور؟ ولكنني أعرف أنه شيطان، فما هي كفارة النطق بهذا الكلام والجهر به للناس من قلة حيلتي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ هداك الله ـ أن تلفظك بهذه الكلمات الدالة على تسخطك على القدر وعدم صبرك لحكم الله تعالى منكر عظيم، فيجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح مما بدر منك من تسخط واعتراض، وأن توطن نفسك على الصبر على جميع ما يقدره الله ويقضيه عالما أنه تعالى حكيم عليم، فهو سبحانه يضع الأشياء في مواضعها ويوقعها في مواقعها، وهو سبحانه لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، واعلم كذلك أن ما يصيبك من البلاء قد يكون سببه من جهتك لارتكابك ما يسخط الله تعالى أو تركك ما يأمر به سبحانه، كما قال جل اسمه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
فتب إلى ربك تعالى وأكثر من الاستغفار واتقه سبحانه، فإن تقواه هي سبيل جلب الخير ودفع الشر، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2ـ 3}.
وعلق قلبك به سبحانه وتوكل عليه، فإن الخير كله بيديه عز وجل، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.
وإياك والتسخط والجزع والاعتراض على قضاء الله سبحانه، فإن الله سبحانه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له وإن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وراجع الفتوى رقم: 166915، للأهمية.
والله أعلم.