الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث موضوع في فضل صلاة الضحى

السؤال

هل هذا الحديث صحيح؟ عَنْ علِيِّ بنِ أَبِـي طالِبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ فِي أَيِّ يَوْمٍ شَاءَ ـ يَقرأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ويتَشَهَّدُ ويُسَلِّمُ، ويَستغفِرُ اللهَ سَبْعِينَ مَرَّةً ثم يَقولُ بعْدَ الاستغفارِ: أستَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ الحيُّ القيُّومُ، غافِرُ الذنْبِ، وأسأَلُهُ التَّوْبَةَ، وأَتُوبُ إليه ثم يَقولُ بعْدَ ذلك: سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، واللهُ أَكْبَرُ، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ، قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، وما ثَوابُ هذه الصَّلاةِ؟
قالَ: ما مِن عبْدٍ يُصَلِّي هذه الصَّلاةَ إلاَّ رفَعَ اللهُ عنه شَرَّ أهْلِ الدُّنيا والآخِرَةِ، والجِنِّ والإنْسِ، وشَرَّ كُلِّ سُلطانٍ جائرٍ وشَيْطانٍ مارِدٍ، ثم قَالَ عليه السَّلامُ: وَالَّذِي بَعَثَني بالحَقِّ لو كانَ مُصَلِّي هذه الصَّلاةَ عاقًّا لوَالِدَيْهِ إلا غَفَرَ اللهُ لِذُنُوبِه، وقَضَى له سَبعِينَ حَاجَةً مِن حَوائجِ الدُّنيا وسَبْعِينَ حاجةً مِن حَوائِجِ الآخِرَةِ، وإنَّ اللَّيْلَ والنَّهارَ أَرْبَعٌ وعِشرونَ ساعةً، يُعْتَقُ بكُلِّ ساعةٍ مِن ذلك اليومِ واللَّيْلةِ لكَرامَتِه على اللهِ سَبْعِينَ ألْفًا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِمَّنْ قد استَوْجَبَ النارَ، ولو كَلَّمَ أهْلَ القُبورِ لأَجابُوهُ في قُبُورِهم، لكرامَتِه على اللهِ تَعَالَى، والذي بَعَثَنِي بالحقِّ إِنَّهُ مَن صَلَّى هذه الصلاةَ بعَثَ اللهُ إليه بكُلِّ حرْفٍ مِن حُروفِ القرآنِ الذي قُرِئَ في هذه الصلاةِ مَلائِكةً يَكتُبُونَ له الْحَسَنَاتِ، ويَمْحُونَ عنه السَّيِّئَاتِ، ويَرفَعُونَ له الدَّرَجَاتِ ويَستغْفِرونَ له إلى يَوْمِ الْقِيَامةِ، والذي بَعَثَنِي بالْحَقِّ لو أنَّ مُصَلِّيَ هذه الصلاةِ أَتاهُ ساحِرٌ مِن سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ ما قَدَرَ أنْ يَضُرَّهُ ولا يُؤْذِيَهُ، والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه لو أنَّ مُصَلِّيَ هذه الصلاةَ ـ رجُلًا أوِ امْرَأَةً ـ لم يَكُنْ لهما وَلَدٌ، وَصَلَّيَا هذه الصَّلاةَ، وسَأَلاَ اللهَ أنْ يَرْزُقَهما ولَدًا إلاَّ رَزَقَهما، وتَقَبَّلَ مِنهما بعْدَ ذلكَ صَلاتَهُمَا وصِيامَهُما إلى يوْمِ يَموتانِ، وإنْ كانَ قد وَقَعَ في النَّاسِ واغْتَابَهُم إلا غَفَرَ له ذلكَ قَديمًا وحَديثًا، صَغِيرًا أو كَبِيرًا، سِرًّا وعَلانِيَةً، وإن ماتَ ماتَ شَهيدًا، ويُعْطَى بعْدَما يُصَلِّي هذه الصلاةَ بكُلِّ قَطرةٍ تَنزِلُ مِنَ السماءِ إلى الأرْضِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، وعَدَدِ كُلِّ نَباتٍ في الأرْضِ حَسَنَةً، ويُعْطَى مِنَ الثَّوابِ مِثْلَ ثَوابِ إبراهيمَ خَليلِ الرَّحْمَنِ ومُوسَى كَلِيمِ الرحمنِ، وعِيسَى رُوحِ اللهِ، ويَحْيَى مُحِبِّ اللهِ، قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ويُعْطَى مَن صَلَّى هذه الصَّلاةَ هذا الثَّوَابَ كُلَّه؟ قال: وَالَّذِي بَعَثَنِي بالْحَقِّ إنه إِذَا صَلَّى هذه الصَّلاةَ بهذه القِرَاءةِ يُفتَحُ له بابُ الْغِنَى، وسُدَّ عنه بابُ الفَقْرِ، ومَن صَلَّى هذه الصلاةَ إلى يومِ القِيامَةِ لا تَلْدَغُهُ حَيَّةٌ، ولا عَقرَبٌ، ولا يَحتَرِقُ مَنْزِلُه، ولا يُقْطَعُ عليه طَريقٌ ولا يَغْرَقُ، وقالَ عليه الصَّلاةُ والسلامُ: أَنَا كَفيلٌ لِمَنْ صَلَّى هذه الصلاةَ بذلك القِراءةِ، وقالَ جِبْرِيلُ مِثلَه، وقالَ مِيكائيلُ مِثْلَه، وقالَ إِسرافِيلُ عليه السلامُ مِثْلَه، وقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ إِذَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاَةَ وَقَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْظُرُ إِلَى خَلْقِهِ ثَلاَثًا وَسَبْعِينَ مَرَّةً، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَعْدَهُ إِلَى بَقِيَّةِ خَلْقِهِ، وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ مَغْفِرَتُهُ وَرِضْوَانُهُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّهُ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ صَلاَتِهِ عَمَدَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَاءِ مَطَرٍ وَزَعْفَرَانٍ وَعَسَلٍ، وَكَتَبَ ذَلِكَ كُلَّهُ، ثُمَّ غَسَلَهُ وَشَرِبَهُ فَإِنَّهُ يُعَافَى مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ إِذَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَشَرِبَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ، وَيُخْرِجُ اللهُ تَعَالَى مِنْ عُرُوقِهِ السَّقَمَ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك، فلا بارك الله فيمن وضعه، فما أبرد هذا الوضع وما أسمجه، وكيف يحسن أن يقال من صلى ركعتين فله ثواب موسى وعيسى، وفيه مجاهيل أحدهم قد عمله. اهـ.

وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة: أخرجه الشيرازي في الألقاب بطوله من طرق عن سفيان، ولا شك في وضعه، ويشهد لذلك ركاكة ألفاظه وما فيه من التراكيب الفاسدة ومخالفة مقتضى الشرع في مواضع، وقد أخرجه أبو نعيم في كتاب قربان المتقين من حديث علي مرفوعا بسندين متصل ومنقطع وقال بعد تخريجه: فيه ألفاظ مكذوبه وآثار الوضع عليه لائحة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني