الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في تدريس الفن التشكيلي وهل لزوجته وأولاده أن ينتفعوا براتبه

السؤال

زوجي يعمل معلم فنون تشكيلية في جمهورية مصر العربية ولذا فإنه يدرس كما هو بالمنهج رسوم الأشخاص والكائنات الحية بالإضافة إلى الرسومات الأخرى كالزخارف ولكنني قلقة جدا بشأن راتبه وما إن كانت فيه شبهة أو حرمة خصوصا أن لدينا أولاد وأن يكون مطعمنا ومأكلنا من الحرام، خصوصا أنه أحيانا يدرس مادة قدرات فنون وفي هذه المادة يدرس تفاصيل رسم الأشخاص والوجه بشكل دقيق مما فيه حرمة شديدة ولكنه تابع لعمله كما أنه يقول إن واضعي الأفلام والرسوم المتحركة الإسلامية لابد أن يدرسوا هذه المادة حتى يستطيعوا عمل هذه الرسوم ولكن أغلب من يدرسون هذه المادة لا ينوون هذه النية كما أنها تؤهلهم لكلية الفنون الجميلة التي فسادها يغلب بكثير على صلاحها وفيها الكثير من الفتن، كما أنني لا أستطيع أن أكلم زوجي بهذا الموضوع فلن يقبل مني أي كلام، فما الحل؟ إنني خائفة جدا على نفسي وأولادي من النار ومن عدم إجابة الدعاء وأتمنى من الله أن يكون أولادي من الدعاة إلى الله الصالحين المصلحين ولا تنسانا من دعائك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتدريس مادة الفن التشكيلي فيما فيه روح لا يجوز وما يأخذه المدرس مقابل تدريس رسم ما فيه روح لا يحل، لأنه مقابل منفعة محرمة شرعا، وراجعي الفتوى رقم: 27829.

وأما تناولك وأولادك من راتب الزوج المكتسب من تدريسه للمادة المذكورة فلا بأس فيه، لأنه ليس كله حراما وإنما فيه من الحرام ما يقابل تدريسه لرسم ما لا يجوز رسمه وتصويره فيكون ماله مختلطا، ومعاملة مختلط المال جائزة، ولو فرض أن كل كسبه حرام جاز لكم تناوله من باب الضرورة إذا لم يكن لكم مال يغنيكم عنه، وعليك الاستمرار في نصح زوجك بحكمة وموعظة حسنة وتحيني الأوقات الملائمة للنصح والأسلوب الحكيم فيه لعل الله يهدي قلبه على يديك فيسمع النصح ويعمل بمشورتك، وينتقل إلى عمل لا محذور فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني