السؤال
السؤال: وقعت بزنا المحارم غير المتزوجات، والأجانب غير المتزوجات، وأريد التوبة إلى الله. فهل لي من توبة؟ وهل أستطيع السفر من البلد الذي أعيش فيه مع أن أبي وأمي كبيران، ولي إخوة آخرون، ولكن لكي أبتعد عن المحارم لأني كلما تبت وابتعدت يهددني بأنهن سيمارسن الزنا مع غيري إذا ابتعدت وقاطعتهن، ويطغينني بلبس المغريات. وهل أحمل ذنبهن إن ابتعدت ومارسن الزنا مع الغير لأنهن لم يعدن بنات -أغيثوني بحكم الله. وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا من الذنوب العظيمة والآثام الجسيمة، جاء الشرع بالنهي عنه والتنفير منه، ومن أخطر أنواع الزنا زنا المحارم، فينضم إلى إثم الزنا إثم قطيعة الرحم، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم 2376 والفتوى رقم 46389، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة الخالصة، ولمعرفة شروط التوبة راجع الفتوى رقم 46389. ورحمة الله واسعة لا يعظم معها ذنب، فإن صدقت الله في توبتك تاب عليك بإذنه سبحانه، فلا تيأس من روحه، ولا تقنط من رحمته، وانظر الفتوى رقم 168237. فيجب عليك أن تقاطع هؤلاء الفاسقات ما دمن مصرات على ما هن عليه، وانج بنفسك ودعهن وبغيهن، وإذا كان سفرك هو الوسيلة الوحيدة لتجنب الفاحشة معهن فلتسافر فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولتبحث عن بيئة صالحة تعينك على التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ففي صحيح مسلم أن رجلا قتل مائة نفس ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء..
قال النووي: قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والإخوان المساعدين له على ذلك، ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين، ومن يقتدي بهم وينتفع بصحبتهم، وتتأكد بذلك توبته. اهـ.
وننصحك بالحرص على ما يمكن أن تصون به نفسك من الزواج، والصوم والحذر من مثيرات الشهوة ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم 103381.
والله أعلم.