السؤال
تقدم لخطبتي رجل فرفضته، لأنه ليس كفؤا اجتماعيا، وحدث نقاش حاد مع أمي، وأثناء النقاش قالت لي هل سيدخل النار وتدخلين الجنة؟ فأجبتها من شدة غضبي بنعم. وذلك بدافع الغضب ولم أكن أقصد التأله على الله، وعندما هدأت استغفرت الله، وأنا خائفة لأنني سمعت أن الله يدخل في النار من قال فلان يدخل النار، فماذا أفعل؟ وكيف أعلم أن الله غفر لي لأطمئن؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن الكلمة التي قلتها كلمة عظيمة، ففي الصحيح عَنْ جُنْدَبٍ ـ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ. أَوْ كَمَا قَالَ.
ولكن ما دمت قد تبت إلى الله تعالى من هذه الكلمة فاعلمي أن الله تعالى غفور رحيم، وأنه مهما كان ذنب العبد عظيما فإنه إذا تاب إلى ربه بصدق وندم على ما اقترفه من الذنب قبل الله توبته وأقال عثرته، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فأحسني ظنك بربك تعالى وثقي بكرمه وعفوه ومغفرته، وأقبلي عليه واجتهدي في طاعته، وأكثري من فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
والله أعلم.