الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للابن الزواج من امرأة يرفضها أبوه لفارق السن بينهما

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر الثامنة والعشرين أصلي وأصوم والحمد لله رب العالمين تعرفت منذ أكثر من أربع سنوات على سيدة تكبرني بـأربعة عشر عاما وهي أجنبية الجنسبة عربية الأصل مسلمة تصلي وتصوم وتزكي وحاجة بيت الله وعلى خلق، ارتبطنا عاطفيا وقررنا أن نتزوج على سنة الله ورسوله وكانت تتحدث مع أهلي ويتحدثون معها ويتكلمون مع بعض بدون مشاكل، وعندما قررنا الزواج قالت لي يجب أن نأخذ موافقة أهلك حتى يتمم لنا الله زواجنا على خير فقمت بمفاتحة والدي في الزواج من هذه السيدة فقال لي أعطني فرصة لكي أفكر وأرد عليك، وبعد انتهاء المهلة كلمته مرة أخرى فقال لي إنه غير موافق بحجة أنه ماذا سوف يقول للناس لأنها تكبرني في السن وأن إخوتي غير موافقين على العروس وأنه لا يريد أن تحدث مشاكل بين إخوتي وبينها فقلت له أنا الذي سوف أتزوجها وليس إخوتي وإخوتي متزوجون ولكل واحد منهم بيته وأسرته فلماذا يتحكمون في حياتي وأنا أرتاح لهذه السيدة وأحبها بصدق ولا مشكلة في فرق السن وأنني أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله، ولكنه رفض، ولي الآن أكثر من أربع سنوات وأنا كل يوم أتحدث معه على أن يوافق وهو على موقفه وقلت له أكثر من عشر مرات أنني شاب وأريد أن أتزوج وأريد أن تكون لي زوجة وسيدة صالحة في حياتي وأنني قد كبرت وأحتاج إلى زوجة بجانبي مثل كل شاب وأنني أريد أن أكمل نصف ديني وأنني أرى حياتي مع هذه السيدة فأنا أحترمها وأحبها وهي تحترمني وتحبني، ولكن دون جدوى ويقابلني بالرفض بأنه ماذا سوف يقول للناس وأن إخوتي غير موافقين على العروس وهذا الرفض قد أثر على نفسيتي بالسلب وقد قررت أن أتزوج هذه السيدة دون موافقة وعلم والدي وأهلي وأن آخذ لي شقة وأعيش فيها وأن أتزوجها على سنة الله ورسوله، لأنني أخاف على نفسي من فتن الدنيا وهي أيضا تخاف على نفسها من فتن الدنيا لذلك قررت أن أتزوجها دون موفقة والدي، فهل الذي سوف أفعله عصيان لوالدي علما أنني أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله وفي الحلال وأن أعيش حياتي زوجا له زوجة وبيت وأسرة وقد حاولت مع أهلي ووالدي مرارا وتكرارا، ولكن دون جدوى، لأن مبررات رفضهم ليس فيها شيء مقنع أو شيء يحرمه شرع الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك وأن يفرج كربك وأن يوفقك إلى الزواج من صالحة تقر بها عينك ويرزقك منها أولادا صالحين، وإذا كانت هذه المرأة كما ذكرت مرضية في دينها وخلقها فنوصيك أولا بالإكثار من دعاء الله والتضرع إليه أن يوافق والدك على زواجك منها، ثم استعن عليه ببعض الفضلاء ممن لهم وجاهة عنده عسى أن يلين قلبه ويحقق لك مبتغاك وفارق السن ليس بمانع شرعا من الزواج، فإن وافق فذاك المطلوب والحمد لله، وإن امتنع لمجرد هوى كالتعلل بأمر فارق السن فالظاهر ـ والله أعلم ـ أنك لا تجب عليك طاعته في ترك الزواج منها، وخاصة إن خشيت ضررا وفتنة بسبب تعلقك بها، وراجع الفتويين رقم: 123570، ورقم: 76303.

وإن آثرت رضاه والبحث عن غيرها فربما كان ذلك أفضل ولعل الله تعالى يرزقك زوجة خيرا منها ببرك لوالدك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني