الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في دعاء المرأة بالزواج من رجل بعينه

السؤال

أحببت شخصا وهو الآخر أحبني، ولكن والده رفض ارتباطه بي بسبب أني أسكن في مكان شعبي، ولكن بعد إصرار الشاب علي وافق والده على لقاء تعارف بيننا وبين أهله، ولقد أعجب والدي به جدا وشعر بالطمأنينة من ناحيته، ثم طلب والده السؤال عن العائلة ، ولله الحمد ليس في أهلي من لديه شيء يعيب شرفه، ولكن أعمالهم بسيطة، فرفض والده ارتباطنا، وكان تعليقه: الفتاة جيدة جدا ولكن لا أجد لك في الأمر فائدة، وهذا الوالد يبلغ من العمر 74 وقال له لقد أغلق الأمر، بعد الكثير من المحاولات قرر من أحب أنه لا يوجد ما يقوم به، ووالده رجل كبير ومريض وافترقنا.
سؤالي هو: أني أدعو الله في كل صلاة وطول الوقت أن يجمعني به ويجعلني له زوجة صالحة، وليس مقصدي اعتراض على قضاء الله ولكنه أمل في رحمة الله. فهل أنا بذلك أرتكب ذنبا بدعائي الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الدعاء بأن يجمعك الله بهذا الشاب في ظل الزواج الشرعي، وليس في ذلك منافاة للرضا بالقدر، فإن الرضا بالقدر لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب المشروعة والتي من أعظمها الدعاء، وانظري الفتوى رقم : 147493 والأولى أن تدعي بما يقتضي تفويض الأمر إلى الله تعالى بتقدير ما هو خير لك، لأن الإنسان ربما يعرف ما يحب لكن لا يعرف ما فيه الخير له.
واعلمي أن الدعاء المشروع نافع بكل حال، وليست الاستجابة بتحقق المطلوب فقط ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث:ٍ إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ : اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد.

وفي الأخير لابد من اليقين بأن قضاء الله كله خير، فإن الله وحده هو الذي يعلم ما فيه الخير للعبد، قال تعالى : ... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني