الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب عدم الالتفات للوساوس والتوبة من الصراخ في وجه الوالدين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أسأل عن كيفية التخلص من الوسواس, فمن بدايه التزامي بصلاة الليل والفجر, بدأ الشيطان يوسوس لي , فهو لا يتركني دقيقه واحدة أرتاح , حتى أني أسمع صوتا في داخلي وهو يكلمني وأنا أرد عليه, هذا الصوت دائما يوسوس لي في الوضوء , في الصلاة, في الصيام , في قبول الله توبتي, فلقد قمت بالتأكد من كل شي أكثر من مرة , أقصد أني أتأكد أني أطفأت السيارة أو أطفأت الغاز أكثر من مرة, أصبحت أتخيل أن هناك شخصا ما يراقب مكالماتي الهاتفية أو يراقبني عند خروجي من المنزل, بصراحة أتعبني الوسواس كثيرا فكل من حولي بدأ يلاحظ تصرفاتي الغريبة, أصبحت لا أخرج من المنزل إلا للضرورة, حتى أني كرهت الذهاب للعمل, فأنا لم أخرج للتنزه خارج المنزل ما يقارب السنة.
أحيانا أشعر أن الشيطان هذا إنسان في داخلي وهو يتصرف عني, أصبحت أنذر كثيرا , فكل ما طرأ علي موضوع قمت بالنذر لله في نفسي, ولكني بعد قليل أقول لماذا نذرت فأنا لا أريد أن أنذر.
لا أعرف كيف أصف حالتي النفسيه فأنا دائما أبكي , لا أعرف لماذا أصبح حالي هكذا , فأنا بنت والحمدلله ملتزمة، ولكني لا أعامل والدي كما يجب فأحيانا أقوم بالصراخ عليهم، فأنا لا أستطيع أن أمسك نفسي عن الانفعال في بعض الأحيان، ولكني أرجع بعد قليل وأقول في نفسي لماذا فعلت هذا, والذنب الآخر الذي أصبح يقتلني من الهم هو أني لا أستطيع زيارة جدتي في المنزل , والسبب أني لا أستطيع دخول منزل جدتي وخالتي ( أخت أمي ) في المنزل وذلك لمشاكل عائلية, فأنا أتحاشى المشاكل ولا أزور جدتي إلا كل شهر مرة, فهذه خالتي لا تترك أحدا بحاله , حتى أمي عند ما تزور جدتي تتعرض للكلام الجارح.
أريد أن أسأل هل أنا إنسانة طبيعية أم أني أتخيل سماع صوت شيطان يكلمني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تطرحي عنك الوسواس وألا تلتفتي إليه، فإن الاسترسال مع الوساوس يفتح على العبد بابا عظيما من أبواب الشر، ولكيفية التعامل مع الوساوس في باب العبادات انظري الفتويين: 51601 ، 134196 ولا تلتفتي إلى هذا الصوت المزعوم فإنه من تلبيس الشيطان عليك وإرادته بك الشر، واستعيني على التخلص من هذه الوساوس والأفكار بدعاء الله تعالى والإقبال على عبادته والإكثار من ذكره، كما يمكنك مراجعة طبيبة مختصة في هذا الشأن، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، وعليك أن تستغفري الله تعالى من صراخك في وجه والديك وأن تسترضيهما وتحرصي على برهما بكل ممكن، وأما جدتك فإن كانت زيارتك لها تسبب لك ضررا فلا إثم عليك في ترك زيارتها ويمكنك أن تصليها بغير الزيارة من وجوه الصلة كالاتصال بها هاتفيا ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني