السؤال
أذنبت ذنبا ثم أنعم الله علي وتبت إليه توبة نصوحا، ولكن ترتب بعد ذلك على هذا الذنب وقوعي في مشاكل وكرب عظيم وانقطعت عني الأسباب وسبل النجاة فلجأت إلى الله لجوء المضطر ليكشف عني كربي، لأنه لا يرد دعاء المضطر، والسؤال هو: هل في حالتي هذه أعتبر مضطرا ويقبل الله دعائي؟ أم لأن ذنوبي هي السبب في كربي واضطراري لن يعتبرني الله مضطرا ويقبل دعائي؟ ولكم جزيل الشكر أرجو مراسلتي على الإميل في أسرع وقت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد تبت إلى الله تعالى توبة نصوحا، فإن الله تعالى يقبل توبتك بمنه ويمحو أثر ذلك الذنب، إذا صدقت منك التوبة واستوفت شروطها، ويصير هذا الذنب كأن لم يقع، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
وأما ما ترتب على الذنب من مصائب أو بلايا فإن صبرت عليها كان لك جزاء الصابرين، وإن دعوت الله تعالى بكشف الضر عنك رجي أن يستجيب لك، ولا يؤثر في ذلك كون المصيبة ناشئة عن ذنب لاسيما وأنه ذنب قد تيب منه، فاجتهد في دعاء الله تعالى وأقبل عليه واجتهد في فعل الحسنات والتكثر منها وأحسن ظنك بربك تعالى فإن رحمته تعالى وسعت كل شيء.
والله أعلم.