الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من شرط الرجعة رضا الزوجة أو علمها

السؤال

حصلت مشكله بيني وبين زوجتي، وأريد أن أعلم هل أنا آثم أم هي؟ وماذا كان المفروض أن أعمل في مثل هذه الحالة، حيث إنني أنا وهي نحاول أن نكون ملتزمين، فأفتونا أثابكم الله.
بدأت المشكلة بعد ما تعشينا، دخلت وزوجتي في المجلس، وأنا سأخرج خارج البيت قلت لها أن تعطيني قبلة، قالت لا تريد، أنا من باب المزاح ضربتها بالكيس الذي كان في يدي، فقالت إني قليل أدب وقليل ذوق، مسكته من قبضتها، فذهبت إلى الغرفة ودعت علي بالموت، خرجت وعند عودتي أرسلت لي رسالة: لا تنتظر سحور ولا فطور، أنا للمرة الألف أقول لك أنا جالسة لأجل الأولاد، رددت عليها هذا تأثير الصيام، تدعين علي، قالت إذا كنت لا تريد سماع مثل هذا الكلام فلا تمازحني بيدك، المهم قلت يمكن معها حق، وصلت البيت وصنعت لي سحورا وهي دخلت وصنعت لنفسها.
ليلتها جاء عالم في التلفزيون قال إذا ساءك تصرف ممن تحب فتذكر تصرفاته الجيدة كي تسامح، قلت سأعمل بنصيحته وكأنه ما حصل شيء.
المهم أتى الفجر، دخلت الغرفة، صليت وطلعت فوق السرير، هي صلت وانتهت من الصلاة، قامت فتحت الباب وقالت اذهب ونم في المجلس، الست غضبانة، طنشتها، كررت نفس الكلام هذا حق عشر مرات، وأنا متغافل، و أقول أغضبي إبليس، فقلت لها لن أهجر من الذي أصبح يتمنى لي الموت، وحلفت يمين أني لن أنم إلا في الغرفة، هي قالت والله والله لن أجعلك تنام هنا بعد يميني، فأتت وشدت الفنيلة التي ألبسها حتى قطعت، ومع كلام جارح منها فضربتها في ظهرها ضربتين قوييتين وشددت شعرها، وهي أيضا كانت تقاوم على العموم كانت تصرخ فأغلقت فمها، وقلت لها أتريدين الطلاق فأنت طالق. فهدأت وقالت لي تضربني وتطلقني، فقلت لها أنت بحثت عن ذلك. الآن هي في بيت أبيها من نصف رمضان، مع العلم أني أرجعتها إلى ذمتي بعد يومين من الحادثة، وحاولت أن ترجع إلى بيتها مرات عديدة، ومن ثم سألتها إذا كانت لم تعد تريدني فلن أجبرها فلم ترد، فكتبت ورقة إرجاع وشهدت أخي وابن عمها فيها وأخذتها إليهم.
السوال: هل تعتبر عادت لعصمتي حتى بدون أن ترضى و ترجع إلى بيتي، مع العلم أنهم لم يبلغوني برفض قاطع؟
السوال الثاني: هل أنا آثم أم هي؟ وبماذا تنصحونني وتنصحونها وتنصحون أهلها لأنهم مازالوا رافضين إرجاعها إلي؟
العفو على الإطالة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت فقد حصل من كل منكما بعض الخطإ، وفي كل الأحوال لا حق لزوجتك فيما فعلته من شتمك والدعاء عليك ومحاولة إخراجك من الغرفة ونحو ذلك، وإذا كنت ضربتها ضربا مبرحا فقد تعديت واعتديت، فإن الضرب المأذون به في الشرع هو الضرب غير المبرح، أما بخصوص الرجعة فقد حصلت بإرجاعك لها قبل انقضاء عدتها، ولا حق لها أو لأوليائها في منعها من الرجوع، فإن الرجعة لا يشترط لها رضا الزوجة أو علمها كما بيناه في الفتوى رقم : 106067.

والذي ننصحك به أن توسط بعض الأقارب أو غيرهم من أهل الدين والمروءة ليرجعوا زوجتك إلى بيتك، وينبغي أن تعاشرها بالمعروف و تتعامل معها بحكمة، فتضع الشدة والرفق في مواضعهما، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : "... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني