الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من الأحاديث الضعيفة في فضل سورة الإخلاص الواردة في كتاب الخلال

السؤال

ماحكم العمل بالأحاديث الواردة في كتاب: فضائل سورة الإخلاص ـ للخلال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مؤلف الكتاب المذكورهو أحد حفاظ الحديث ، وكتابه يتضمن الصحيح وغيره فما فيه من الصحيح لا إشكال فيه وما فيه من الضعيف يعمل به على شروط العمل بالضعيف، وقد سبق ذكرها في الفتوى رقم: 74604.

ولا يمكننا تتبع الأحاديث كلها والحكم عليها من حيث الصحة من عدمها، علما بأن قراءة سورة الإخلاص لها فضل خاص ثابت في الأحاديث ولا حرج على المسلم في قراءتها بأي عدد شاء في أي وقت شاء، لكن لا تشرع قراءتها بعدد معين في وقت معين على وجه القربة والسنية إذا لم يرد في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة ما في الكتاب من الصحيح ما روي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. والحديث في الصحيحبن، ولفظ مسلم: أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: كيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.

ومن أمثلة الضعيف مما ورد في الكتاب المذكور ما ذكره الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في سلسة الأحاديث الضعيفة قال: ولا أعلم في فضل قراءة قل هو أحد ألف مرة حديثا ثابتا، بل كل ما روي فيه واه جدا، وقد وجدت في جزء فضائل سورة الإخلاص للحافظ أبي محمد الخلال حديثين لا بأس بذكرهما: من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة كان أحب إلى الله عز وجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سيبل الله ـ أخرجه الخلال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار: حدثنا أحمد بن محمد المكي: حدثنا محمد بن يوسف بن أخي حجاج بن الشاعر: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، قلت: وهذا إسناد مظلم، أحمد بن محمد المكي لم أعرفه، وكذا محمد بن يوسف، فأحدهما آفته، فإن من فوقهما من رجال الشيخين، والصفار ثقة كما قال الخطيب، والحديث الآخر بلفظ: من قرأ: قل هو الله أحد ـ إحدى وعشرين ألف مرة، فقد اشترى نفسه من الله عز وجل، وهو من خاصة الله عز وجل، أخرجه الخلال عن دينار قال: سمعت مولاي أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا، ودينار هذا تالف متهم، قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة. انتهى.

ومن أمثلة الضعيف أيضا: من قرأ: قل هو الله أحد ـ مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة ـ ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير.

ومما حكم عليه بالوضع: من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة. ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: موضوع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني