الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ربط نزول المطر بالتخلص من الظلم والطغيان

السؤال

تشهده بعض الدول العربية منذ بداية هذا العام ثورات ضد أنظمة الحكم الظالمة، وبعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية شهدت هذه الدول هطولا غزيرا للأمطار لم نعهده من سنوات بهذه الغزارة، فأخذ بعض الناس يرددون عبارة أنه بعد أن تخلصنا من الحاكم الطاغية هطل علينا المطر بغزارة !! فهل يجوز قول ذلك، وخاصة أننا نعلم أن المعطي والممسك هو الله سبحانه وتعالى، وليس ذلك مرتبط بوجود حاكم جائر؟
أفيدونا جزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج في قول: { لما تخلصنا من الطاغية نزل المطر } وليس في هذا نسبة إنزال المطر إلى غير الله تعالى، ومن المعلوم أن أولئك الظلمة طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، و قد دلت الشريعة على أن انتشار الظلم والذنوب والمعاصي سبب لحبس المطر كما فعل الله تعالى بآل فرعون، قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. الأعراف 130 , و في الحديث: ... وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤونَةِ ... رواه الطبراني وصححه الألباني. والسنين القحط والجدب. وقد ذكرنا جملة من أسباب حبس المطر في الفتوى رقم: 18996 ولا يبعد أن يكون بقاء أولئك الظلمة سببا لحبس القطر من السماء، ولما أذهب الله ملكهم وفرق جمعهم نزل المطر بإذن الله، ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يولي عليهم خيارهم وينزع عنهم شرارهم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني