الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج في قول: { لما تخلصنا من الطاغية نزل المطر } وليس في هذا نسبة إنزال المطر إلى غير الله تعالى، ومن المعلوم أن أولئك الظلمة طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، و قد دلت الشريعة على أن انتشار الظلم والذنوب والمعاصي سبب لحبس المطر كما فعل الله تعالى بآل فرعون، قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. الأعراف 130 , و في الحديث: ... وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤونَةِ ... رواه الطبراني وصححه الألباني. والسنين القحط والجدب. وقد ذكرنا جملة من أسباب حبس المطر في الفتوى رقم: 18996 ولا يبعد أن يكون بقاء أولئك الظلمة سببا لحبس القطر من السماء، ولما أذهب الله ملكهم وفرق جمعهم نزل المطر بإذن الله، ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يولي عليهم خيارهم وينزع عنهم شرارهم.
والله تعالى أعلم.