السؤال
يا شيخ في الفترة القريبة الماضية أصبح حديث النفس يأتيني على فترات عدة. كان في ما مضى يأتي على هيئة أقوال كفرية وإلحادية ولكنها ولله الحمد لا تخرج بقول أو فعل وإنما حديث نفس محض.
ولكن يا شيخ الفترة القريبة الماضية أصبح شيء أعظم من الإلحاد والعياذ بالله. صار حديث النفس يتطاول على الذات الإلهية وتخيلات أعجز عن وصفها لقباحتها. وأنا يا شيخ ما لي إلا أن أقول "آمنت بالله .. آمنت بالله"
يا شيخ أرجوك دلني على علاج لم أعد أتحمل هذه التخيلات التي تأتيني. والمصيبة أنها ما زادت وقويت واستفحلت إلا بعد ثاني ليالي رمضان شهر أنتظره لأقدم فيه أعمال البر والخير والصيام والقيام؟
مع العلم يا شيخ انني ولله الحمد لم أفوت ولا صلاة قيام من بداية الشهر .. لكن دلني على علاج لمصيبتي يا شيخ
جزاكم الله عنا خير الجزاء
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك من هذا الداء ومن كل داء ويعافيك، فهو رب الناس مذهب الباس وهو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه. فعليك بالالتجاء إليه والاحتماء بحماه وكثرة ذكره ودعائه، فذلك من أعظم الدواء لهذه الوساوس التي هي من كيد الشيطان. وعليك أيضا بالرقية الشرعية، ولا بأس بأن يرقيك غيرك إن تطلب الأمر ذلك، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 3086 ففيها بيان كيفية علاج الوسواس القهري.
وقد أحسنت بحرصك على مدافعة هذه الوساوس وحذرك من أن يترتب عليها قول أو فعل، وهذا من التوفيق ودليل على صدق الإيمان، وإغاظة منك للشيطان. وانظر الفتوى رقم :12436.
ثم إننا نوصيك بالإكثار من الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي، فإنها قد تكون سببا في البلايا والمصائب، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30 ].
ونذكرك بأن المصائب مكفرات للذنوب، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.
ولمزيد الفائدة عن فضيلة الصبر راجع الفتوى رقم: 18103.
والله أعلم.