الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل الذي لا يميز بين المذي والمني بسبب الوسوسة

السؤال

أنا موسوسة.
تنزل مني كثيرا إفرازات. لا أدري أيها مذي وأيها ودي وأيها مني، وأيها إفرازات فرج المرأة (علما بأني غير متزوجة).
وأعلم صفات كل منها. وقرأت في موقعكم عن الفروق بينها لكن لا أستطيع التمييز. أحيانا أحس أنها وسوسة لأني أحس أن الأفكار تهاجمني. القصد أفكار تتعلق بالجنس الآخر. وأحيانا أحس بحركة في الأعضاء التناسلية حتى بدون أية إثارة. أنا لا أقصد أن أفكر هذه الأفكار وأحاول دفعها لأني ملتزمة بفضل الله. وأحيانا أي شيء يجعلني أحس أنه حدثت إثارة، ولا أجد إفرازات، ومرات أخرى أجدها.
قرأت في موقعكم أنه لا توجد رائحة للمذي، لكن دائما أجد رائحة حتى لو لم تكن إفرازات. وحتى إن كان ذلك الإفراز يشبه المذي (أبيض لزج).
المشكلة أني أشك في صلاتي لهذا السبب. وأشك في صيامي في رمضان. لأني أجد سائلا أصفر قليلا لزجا (أحيانا ثخين وأحيانا رقيق) له رائحة (رغم أني قد وصفت أعلاه أنه دائما هناك عندي رائحة في الفرج – رغم أني دائما محافظة على النظافة وأستحم أحيانا 3 مرات في اليوم) أشك أنه مني رغم أني لا أقصد أن أستثار. أصبحت أي شيء بريء أفعله وله علاقه بالجنس الآخر يشعرني أني أستثار وأحس بالذنب كأنه يوجد شيء يقول لي: أنت فكرت عمدا في هذا المجال ولهذا نزل منك مني فأنت أفطرت عمدا وفسد صيامك –رغم أني لا أدري إن كانت كلمة "عمدا" دقيقة. لماذا ؟ - لأني وكما قلت : أصبحت غير قادرة على التحديد هل "تفكير معين" سيسبب إثارة أم لا. بسبب كثرة ذلك وبسبب الوساوس والالتباس والحركة التي وصفتها أعلاه التي تحدث أحيانا حتى بدون أن أفكر في شيء.
والآن أيضا أشك أنه في رمضان الفائت حتى فسد صيامي في بعض الأيام وأفكر في قضائها. لماذا ؟ لأني أذكر أنه كان خروج سائل أصفر كثير غير لزج له رائحة عند الرؤية أو السماع عن شاب معين. وأحس أنها كانت وسوسة، لكن لا أعلم ولا أستطيع أن أحدد إن كان السائل مني. أحسست بدفق لكن سبق وقلت إنه أحيانا أحس بأشياء وحركة(مرات الحركه تشبه الدفق ومرات لا تشبه الدفق) حتى بلا إثارة. وسبق ووصفت أنه دائما هناك تلك الرائحة، وأظن أن الإفرازات كلها التي أجدها لها تقريبا نفس الرائحة. لا أدري. أحس أن شيئا يقول لي: أنت فسد صيامك وقتها لأنك تعمدت النظر فنزل منك مني. رغم أني لا أدري إن كان مصطلح "تعمد النظر" دقيقا لأني بفضل الله حريصة جدا جدا جدا على غض البصر. ولم أكن متيقنة أنه إن حصل النظر سينزل مني .
رجاء يسروا وارفقوا. ولن ننساكم من صالح دعائنا إن شاء الله. (أرجوكم – بارك الله فيكم – أن تعطوني حلا قاطعا وأن لا تبينوا فقط حكم كل سائل لأني في حالة من الشك والريب وأفقد القدرة (حاليا وبسبب الوسوسة) على تحديد وضع أو حكم . وعذرا على التدخل.)

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فالذي يظهر لنا أن الأخت السائلة مصابة بوسوسة شديدة, وتمييز المني من المذي وغيره أمر يسير ولا يحتاج إلى هذا العناء التي تعانيه السائلة, وما دام أنها تعرف مواصفات كل من المذي والمني من الناحية النظرية فالذي يمكننا قوله لها هو أنه إذا شكت في كون الخارج منيا أم مذيا لم يلزمها الاغتسال وإنما تتخير بين الوضوء والغسل، والأحوط أن تغسل ما أصابه هذا الخارج من بدنها وثيابها، وأما الصوم فإنه لا يفسد ولو خرج المني بسبب تفكير, وكذا لو خرج بسبب النظر لم يفسد الصوم عند بعض الفقهاء. وانظري الفتوى رقم: 161703والفتوى رقم 78407،والفتوى رقم 73114, وننصح الأخت السائلة وندعوها إلى أن ترفق بنفسها بعدم الاسترسال مع تلك الوساوس وأن تصرف فكرها عن كل ما يدعو للإثارة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني