السؤال
أرجو أن تجيبوني على سؤالي بالتفصيل، ترددت كثيرا قبل طرحه لكن مشكلي هذا يؤرقني وفي كل مرة يعيد إلي الوساوس:
أصبت بالوسواس منذ تسع سنوات تقريبا منذ أن كنت في الخامسة عشر، وكنت في البداية أتجاهل نصائح من حولي لعدم تصديقي بأنني مريضة إلى أن أثر المرض عل جميع مجرى حياتي، ومنذ حوالي سنتين قررت التخلص من وساوس النظافة، لأنني وجدت نفسي أكبر معها، ولأنها ألحقت أضرارا كثيرة بجسمي، لكن في هذه الفترة كنت تحت ضغوط كثيرة بسبب الدراسة، ولأنني كنت أريد تحقيق أشياء كثيرة ظننت أن مرضي بالوسواس منعني عنها، لكن زاد الضغط والتهيت بالتوافه، وما زاد الطين بلة وسواس في العقيدة، فأرهقت وتركت الاستحمام تدريجيا بعد أن صرت ألبث مدة طويلة وزادني الوسواس وصعوبة الصلاة والخوف الدائم من صحتها وأقدمت على الانتحار.
لا أريد التفصيل لكن بعد نجاتي زاد اضطرابي وأصبت بحالة صراخ أتكلم فيها بأشياء كنت أخاف بعد خروجها من فمي على أثرها على إسلامي، واتهمت نفسي بالنفاق أمام الناس وتكلمت بأشياء من مخاوفي وأخاف ذكر المزيد، وصرت أردد النطق بالشهادتين وأحاول الغسل تكرارا، لكن بقلق دائم وصعوبة وأحيانا لا يتم، فمن جهة كنت أعتقد أنه يجب النطق بالشهادتين أمام الملإ لتصح توبتي، ومن جهة أخرى وسواس النية في الوضوء وفي صحته بسبب كثرة الأوساخ والزيوت لقلة الاستحمام، وبعد هذا الصراع توقفت عن الصلاة بسبب هذا الخوف ومن عدم قبولها، عرضت على طبيب نفسي أعطاني أدوية كانت تصيبني بكثير من النعاس وعلى عدة رقاة منهم من قال إنه ليس بي لا عين ولا سحر ونصحني بطبيب نفسي، ومنهم من رقى لي في زيت، لا أتذكر تحديدا كيف عدت إلى صلاتي ولكن أعتقد أن ذلك كان بعد طهري من الحيض، والذي لم أعد أميز حدوثه من عدمه بعد الحادثة عدت بعدها إلى حياتي بشكل طبيعي، وبعد حوالي سنة قرأت أن التوبة من الردة يكفيها النطق بالشهادتين منفردا، ففرحت وأعدتهما خوفا مما حدث لي أثناء فترة الحادثة، وأعدت الغسل لكن من شدة حرصي عليه وبسب وساوسي وخوفي من الانقطاع قبل أن أكمله بقليل جاءني دافع بإعادة غسل العضو وتوقفت قليلا جدا وأعدت غسله وأنا أقنع نفسي بأنه من الوضوء وأكملته وعند فراغي منه عاودني صراع نفسي بشأن صحته فقررت طرح الموضوع للفتوى، لكنني لم أفعل لخوفي من طرحه ومن مشكل التعبير وللتسويف، وعدت لحياتي بشكل عادي مرة أخرى مع بعض آثار الوسوسة، لكن دائما تأتيني الوسوسة إذا كان ما فعلته كافيا لصحة توبتي، فمنذ شهرين تقريبا زادت وساوسي حين قررت أن أتأكد من صحة إسلامي فأعاود النطق بالشهادتين وأقول المهم النية وأنا متأكدة من إسلامي الآن بعد نطقي بالشهادتين، ولكن ترجع الوساوس فكل هذا شك وأخاف من كل ما أفعله وحتى ما فعلته لتوبتي وتأتيني الشكوك دوما وأفكر في أمر الجزم بالنية مثلا عند قولي، المهم أعلم أنني مسلمة من الآن وكأن هذا للاحتياط وأنا أريد أن يكون ذلك قبل تفكيري لا أعرف كيف أشرح تحديدا وأكره التفكير في احتمال كون ما حدث من الردة، وأجد نفسي مع هذا الصراع وتأتيني وساوس أيضا وأجد نفسي مجبرة على العد وعند قراءة القرآن وقبل النوم وفي العقيدة كما أخاف على عقيدتي من هذا الوسواس، أريد الإعراض عنه ولكن أحيانا أجد نفسي مجبرة على الصراع مثلما عند العد مثلا وأعيد النطق بالشهادتين تكرارا وهذ أحيانا يجعلني لا أسرع الدخول في الصلاة ولا أدري إن كان علي إقناع نفسي أنني على الملة عندما أفكر في هذا الأمر أو فقط النطق بالشهادتين ولا أبالي حتى بذلك الإحساس وأحيانا أصاب بالإرهاق عند الصراع، وأحيانا حتى عند النطق بالشهادتين أجد دوافع لإعادتها ومخاوف لو توقفت لا أدري إن كنت عرفت كيف أشرح، وما كان يجب علي الكلام في الفتوى، لكنني قررت طرحها راجية الجواب الشافي للخروج من حيرتي وما أفعله تحديدا وخوفا من تقصيري لمعرفة حكم يحصل، فقلت في نفسي لا يهم كل هذا فأنا على الملة مهما حدث لأنني أبحث دائما عن الحكم الصلاة متضمنة للشهادتين لكن لمواجهة مخاوفي وإيقافها أحتاج إلى فتوى، وعذرا على الإطالة ولكن ضاق بي الحال ولم أجد ما أفعل، وجزاكم الله خيرا.