السؤال
كيف أتصرف مع وسوسة الشيطان المستمرة لي، فهو يوسوس لي في كل شيء حتى في قراءة القرآن، ويوسوس لي بأفكار غريبة تخص عباداتي. مع أني أتعوذ منه كثيرا وأدعو الله أن يكفيني كيده وشره دائما. ومع ذلك ما زالت وسوسته مستمرة, لدرجة أحيانا أخشى أن يضيع عملي وتذهب عباداتي هباءً منثورا ! وهذا الشعور يأتيني كثيرا من كثر ما يخرب علي الشيطان بوسوسته !
أفيدوني بارك الله فيكم. وجزيتم خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في اللجوء الى الله ودعائه والاستعاذة به، وعليك بالاعراض عن الوسواس وشغل القلب عنها والإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، وقد أجاد ابن حجر الهيتمي حينما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان ... إلى أن قال: وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. انتهى.
وقال العز بن عبد السلام: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني، وأن إبليس هو الذي أورده عليه وأن يقاتله، فإن له ثواب المجاهد، لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فر منه. انتهى.
ونقل النووي عن بعض العلماء أنه يستحب لمن بلي بالوسواس في الوضوء أو الصلاة أن يقول: لا إله إلا الله، فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس أي تأخر وبعد، ولا إله إلا الله رأس الذكر.
والله أعلم.