السؤال
في الفترة الأخيرة بدأ الناس في تداول فيديو عن زواج المحارم أو قصص التوبة من الزنا وما شابه ذلك، فما هو الحكم الشرعي في تداول مثل هذه الأمور إن كانت بقصد العظة والعبرة؟.
في الفترة الأخيرة بدأ الناس في تداول فيديو عن زواج المحارم أو قصص التوبة من الزنا وما شابه ذلك، فما هو الحكم الشرعي في تداول مثل هذه الأمور إن كانت بقصد العظة والعبرة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحتوى هذه القصص ينظر فيه، فإن اشتملت على حكاية أشياء محرمة تثير الغرائز، أو تصوير أفعال العصاة فقد صارت أقرب لنشر الفاحشة من الوعظ والاعتبار، وبالتالي يتعين الإعراض عنها وعدم نشرها، إذ لا يؤمن أن يقف عليها بعض مرضى القلوب من المحارم الذين يضعف الوازع الديني عندهم فيحصل بهذا دلالتهم على الشر، وإن سلمت من ذلك فقد لا تقل شأنا عن اللغو الذي لا ينبغي الاشتغال به ولا نشره ولا قراءته، بل ينبغي للمسلم التنزه عن الاشتغال به، عملا بقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {المؤمنون:1-3}.
والأولى الاهتمام بنشر نصوص الوحيين، لمن يريد وعظ الناس وهدايتهم، لأن تأثيرها في القلوب أقوى ولأن أسلوبها أبلغ وأهدى وأشد تشويقا، وقد قال الله تعالى: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ {سبأ:50}. وقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ {الأنبياء: 45}. وقال تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ {الأنعام: 19}. وقال: فَذَكِّرْ بِالقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ {ق:45}. وقال تعالى: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا {الفرقان:52} وقال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}
ومن نظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فسيلاحظ كثرة ذكر الرواة أنه دعا قوماً وقرأ عليهم القرآن، فقد ثبت ذلك في الصحيحين وفي غيرهما، فينبغي صرف المسلم طاقته في نشر قصص الأنبياء والصحابة، وما أمكن من نصوص الوحيين فيسعى في تعلمها وحفظها ومدارسة معانيها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني