السؤال
أحببت فتاة أوروبية خرجت من المسيحية، لعدم اعتقادها في صحة الكتاب المقدس، ولا بعصمة البابا، ولا بجدوى صكوك الغفران ولا كرسي الاعتراف، ولعلمي بعدم مشروعية زواجي منها، لأنها ملحدة، شرعت منذ عدة أشهر في دعوتها إلى الإسلام بطريقة غير مباشرة، وبحمد الله نجحت في تجديد إيمانها بالله، حتي صارت تعتقد بوجود إله هو علة وجود هذا الكون ومسيره، وهو مبدأ الموجودات من بشر وكائنات وعرضت عليها الإسلام، حتى آمنت بأن اتباع تعاليم الإسلام في مختلف القضايا التي أتيحت لها الفرصة أن تقف على رأي الإسلام فيها كحقوق الإنسان، المرأة، الأقليات، الرق، التكافل، الحدود هي الطريق الصحيح لتحقيق حياة كريمة للبشر، وعرضت عليها الإعجاز العلمي في القرآن، حتى صارت تؤمن بأن توافق القرآن ونتائج العلم الحديث هو دليل على عدم بشريته، وأن عدم بشريته تعني في النهاية ألوهية مصدره، ثم خيرتها بين اليهودية والمسيحية، والإسلام فأخبرتني في أحد الأيام أنها حصلت على موعد من القائمين على أحد المراكز الإسلامية لإشهار إسلامها، وهنا راودني الشك، هل حقا ستشهر إسلامها لاقتناعها به كدين؟ أم فقط ليتسنى لي الزواج منها؟ فأعلمتها بشتي الطرق أن الأمر بالنسبة لي سواء، إن هي اختارت أي من الأديان السماوية الثلاثة، ومن كل قلبي كنت أتمنى أن تختار الإسلام، واليوم تطرقنا إلى الحديث عن القصاص، فأعلنت لي عدم اقتناعها بأن يسلب إنسان ما حق الحياة، أيا ما كان جرمه، وهنا تذكرت قول الحق: وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ـ فرميتها بعدم الإيمان، ولا أدري إن كان الوقت مناسبا للخوض في هذه المسألة التي يقف الكثير من المسلمين منها نفس الموقف، بينما هي لا تزال على أول الطريق، قلت لها أعيدي النظر ودققي في الاختيار، فأنت لست بمسلمة، ولا أدري، هل ما فعلته صواب أم خطأ، لاسيما وأني أرى منها بوادر العودة إلى المسيحية، بعد أن كانت على وشك الإسلام؟ وسؤالي: أيا ما كان اختيارها، فهل يجوز لي زواجها؟ وهل يجوز وهي على حالها هذا وأن نقول بجواز نكاحها قياسا على المسيحية، وذلك بجامع الإيمان بالله، وعدم الإقرار بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسم؟ الرجاء سرعة الرد، خصوصا وقد اقترب موعد إشهار إسلامها.