الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صيام من يعمل في لحم الخنزير

السؤال

أنا مسلم وأعمل في إيطاليا في صناعة البيتزا، فهل يجوز لي الصيام وأنا أعمل في لحم الخنزير؟ مع العلم أني أبدا لم آكل إلا اللحم الحلال، وللعلم أيضا أني لا أجد عملا آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاستمرار في عمل يتعلق بلحم الخنزير ولو لم تأكله، بل يجب الابتعاد عن ذلك، ولتعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2-3}. وانظر الفتوى رقم : 64809. ولمعرفة حكم العمل في الحرام عند الضرورة انظر الفتوى رقم: 51881.

لكن من ارتكب معصية حال صومه - ليست من مفسدات الصوم- فإنه قد يحرم من الثواب لمعصيته. فعلى الصائم أن يتقي الله تعالى، ويجتنب ما حرمه الله ليظفر بقبول عبادته ويثاب عليها.

أما إن كان السؤال عن الصيام مع وجود مشقة في العمل فإن مشقة العمل ليست مبيحة للفطر إلا إذا كانت مشقة زائدة على المشقة المعتادة، فمن وجد تلك المشقة جاز له الفطر بقدر ما يدفع اضطراره، ثم يمسك بقية يومه ويقضيه في الوقت المناسب، وإن لم تحصل له ضرورة وجب عليه الاستمرار في الصيام كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 139827.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني