السؤال
فضيلة الشيخ حدث لي أمر وأريد أن أعرف هل هو استهزاء أو لا؟ سألني أخي جهازا ما كان يريد أن يشتريه، ولا أدري لم، لكني ضحكت، وكان في نفسي نية الزهد، وأن هذه الأمور لا تسوى، واستمررت في التبسم ولم أقطعه، فوسوست لي نفسي أني استهزأت بمن يزهد في الدنيا، ولا أدري هل كان ذلك سبب ضحكي أم لا، علما أني أحب أن أزهد في الدنيا، ولعلي ضحكت بسبب التلطف أو نحوه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اطلعنا على أسئلتك السابقة فتبين لنا أن لديك نوعا من الوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وعدم التوسع في هذا الباب فإنه يجر إلى شر عظيم.
وننصحك أن تجتهد في التفقه في الدين، وشغل الوقت بما ينفع من تعلم وتسلية مشروعة، وخدمة لأهلك ومجتمعك وأمتك.
ولا بأس أن نذكر لك هنا شيئا يفيدك في دفع الوسوسة وهو أن الأصل بقاء إسلام العبد حتى يقوم دليل يقيني ينقل عن هذا الأصل. وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، وأولى به الموسوس كما قال على القارى في شرح الشفا: قال علماؤنا، إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي والحاكم . اهـ
والله أعلم.