الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز الدعاء على النفس كعلاج لترك الوساوس

السؤال

مشكلتي أني مريض بالوسواس القهري منذ صغري، وأعاني طوال عمري من هذا المرض مع أني قريب من ربي بدرجة لا يتخيلها أحد، فصرت أعالج نفسي بهذه الطريقة، أقول: يارب لو فعلت وسواسا أو فعلت كذا أو كذا يصيبنى كذا. أي أدعو على تفسي بضرر شديد. المهم أصابني هذا الوسواس في العادة السرية أصبحت أفعلها بدافع الوسواس دون شهوة، ولكم أن تتخيلوا صعوبة فعلها قهرا دون شهوة، لكني حاولت أن أعالج نفسي بنفس الطريقة التي ذكرتها فدعوت على نفسي وقلت: يارب إن فعلت العادة إلى أن أتزوج لا تجعل الفتاة التي أحبها صالحة ولا ترزقني يارب بزوجة صالحة أبدا. ورجعت ورغما عني فعلت العادة مرة أخرى ومنذ وقتها أشعر بالحزن الشديد. والمشكلة أني أحب فتاة وواثق من سلوكها وأخلاقها وعلى يقين بذلك وهذه الفتاة من أسرة كريمة وتقية ووالدها يعمل داعية إسلاميا، وأنا سأتقدم لخطبتها إن شاء الله قريبا، ولا أعلم الآن هل أتقدم لخطبتها أم أتراجع لأني دعوت على نفسي أنها لا تكون لي صالحة ولا يرزقني الله بزوجة صالحة أبدا.
أرجوكم أفيدوني هل أصبحت الآن بنتا غير صالحة أم ماذا أفعله، لقد توقف عقلي عن التفكير وحياتي بدأت تسوء، ولكم مني جزيل الشكر ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوسواس بلاء كغيره من أنواع البلاء التي يمتحن الله بها عباده، فإذا صبر العبد عليه كان ذلك كفارة لسيئاته ورفعة لدرجاته، قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون[الأنبياء، الآية: 35 ]. وراجع في فضيلة الصبر الفتوى رقم: 18103.

وعلاج الوسواس ممكن وميسور بإذن الله تعالى، وقد سبق لنا ذكر بعض وسائله بالفتوى رقم: 3086.

وقد أسأت التصرف باتخاذ الدعاء على نفسك بالضرر وسيلة لعلاج الوسواس، فالدعاء على النفس منهي عنه شرعا كما سبق وأن أوضحنا بالفتوى رقم: 98710 والفتوى رقم: 75534.

والعادة السرية محرمة شرعا، ويأثم من أتاها مختارا، وأما الزواج من الفتاة المذكورة أو غيرها فلا حرج فيه، والخوف من استجابة دعواتك السابقة لا يبرر ترك هذه السنة العظيمة، فننصحك بالتقدم لهذه الفتاة ما دمت قد علمت حسن دينها وخلقها، ولكن استخر الله تعالى في أمرها، فإن كان في الزواج منها خير وفقك الله إليه وإلا صرفك عنه.

وانظر الفتوى رقم: 19333 وهي عن الاستخارة في النكاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني