السؤال
السؤال الأول: أعمل في بنك تجاري في قسم الائتمان ولاسبيل أمامي حاليا لترك البنك، أو لترك القسم الذى أعمل فيه فضلا عن أنني أعول أسرة وأطفالا وسبل العمل ببلدى مصر صعبة جدا.
والسؤال الثانى: اضطررت للحصول على قرض من أحد البنوك بفائدة حتى أستطيع تدبير شقة أوسع للسكن حيث إن شقتي الحالية ضيقة جدا وأشعر بضيق شديد من موضوع السؤال الأول والثاني وأشعر بغضب الله علي، فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن يشعر بغضب الله عليه لا بد أن يبادر إلى فعل الأسباب التي تجلب رضى الله عز وجل ويدفع بها مقته وسخطه بالاطراح بين يديه تائبا منيبا إليه مقبلا على طاعته، مقلعا عن الحرام واقترافه، نادما على ما فرط في جنبه، عاقدا العزم أن لا يعود إلى مثل ذلك، وهو سبحانه يفرح بتوبة عباده ويغفر الذنوب جميعا لمن تاب إليه، بل وعد التائبين الذين عملوا الصالحات بتبديل سيئاتهم إلى حسنات، قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68، 70}.
فتب إلى الله تعالى مما جنته يداك من إقدامك على الاقتراض بالربا، وذلك بالاستغفار والعزم على عدم العود للتعامل بالربا مرة أخرى، واعلم أن من يتق الله ويبذل السبب في تحصيل الرزق الحلال يحصل عليه، كما قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ { الطلاق:2-3}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:4}. وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { الأعراف:96}.
إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن ما عند الله من الرزق يطلب بطاعته لا بمعصيته، والعمل في البنوك الربوية لا يجوز ويجب تركه لكن من اضطر إليه، إذ لا يجد ما يطعم به نفسه وعياله فله أن يبقى فيه بقدر الضرورة، فإذا وجد عملا غيره ولو كان أقل منه راتبا ويكفيه فعليه أن يتركه، قال تعالى: قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:100}.
وقد بينا حد الضرورة المبيح لا رتكاب المحظور واللجوء إلى الربا في الفتوى رقم: 6501.
والله أعلم.