الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل صلاة الجماعة في غير المسجد تسقط وجوبها في المسجد

السؤال

فضيلة الشيخ: كنا في يوم من الأيام نتناقش مع أحد الإخوة ونحن طلاب تحفيظ فكنا ننصحه ونقول له إن الصلاة في المسجد واجبة، لكنه كان يقول لكنني أصلي جماعة في المنزل، وهكذا أكون قد أسقطت وجوب صلاة الجماعة عني، واحتج بفعلنا حيث إننا عندما كنا نخرج في طلعة مع التحفيظ كنا نلعب الكرة فيؤذن علينا العشاء ونكمل بحجة أننا نؤخر صلاة العشاء، فقال وأنا أريد تأخيرها لذلك، وسوف أصليها في المنزل، ثم قال فما الفرق بين فعلي وفعلكم؟ فأنا الآن أوجه هذا السؤال لكم ياشيخ: هل يجوز فعله؟ وهل يجوز فعل التحفيظ؟ وما الفرق بين فعلنا وفعله؟ وزيادة في السؤال لنفرض أننا سمعنا الأذان ونحن في الطريق للملعب، فهل يجوز لنا أن نصليها جماعة في الملعب؟ أفيدونا للضرورة جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فلا فرق بين فعلكم وفعله، بل كلاهما جائز عند من جوز فعل الجماعة في غير المسجد وهم جمهور الموجبين للجماعة، وكلاهما غير جائز عند من أوجب فعل الجماعة في المسجد، وهو اختيار جماعة من المحققين وأطال ابن القيم في نصره في كتاب الصلاة، ومذهب الجمهور كما ذكرنا هو أن الجماعة لا يجب فعلها في المسجد، بل يسقط وجوبها بفعلها في أي مكان كما أوضحناه في الفتوى رقم: 128394.

ومع ذا فأنتم وهو بفعلكم هذا تفوتون على أنفسكم فضلا عظيما هو فضل شهود الصلاة في المساجد، وحسبك شهادة الله لعمار المساجد بالإيمان: كما قال تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين { التوبة: 18}.

وحسبك ما ورد من النصوص في فضل المشي إلى المساجد والجلوس فيها وانتظار الصلاة بعد الصلاة فضلا عن عمارتها بالصلاة فيها، وراجع الفتويين رقم: 150541، ورقم: 151661.

ولا شك في أن فعل الصلاة ولو العشاء مع جماعة المسلمين في المسجد أولى وأعظم أجرا من تأخيرها وصلاتها في البيت، كما أنكم بهذا الفعل تدخلون أنفسكم في خلاف العلماء، وتعرضون أنفسكم للإثم عند كثير من محققيهم، فالذي ننصحكم به جميعا وأنتم من أهل القرآن والأخلق أن تكونوا أسوة لمن عداكم من الناس أن تحافظوا على الجماعات في المساجد، وأن لا تتهاونوا فيها، وأن لا تفوتوا على أنفسكم ولا على طلبتكم هذا الأجر الكبير، ويمكنكم أن تختاروا للعب وقتا لا يتعارض مع فعل الصلاة في المسجد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني