الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتم عقد النكاح بقراءة الفاتحة والدعاء

السؤال

هل يجوز النكاح بعد طلب يد البنت من ولي أمرها وبعد رضا كلا الطرفين (العائلتين) وبعد تلاوة الفاتحة ودعاء الختم بالصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين. مع العلم أن أب الابن تقدم بالنية قائلا : فلنقرأ الفاتحة لنحللهما. ثم شرعوا كما هو مذكور أعلاه. وإن وقع الجماع(النكاح) في هاته المرحلة، هل يعتبر حلالا أم حراما، و ماهوحكم ذلك ؟ وإن وقع الجماع وإن اعتبر لا قدر الله حراما، هل يترتب على كل من الطرفين إخراج زكاة أو إطعام مسكين،إلخ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعقد الشرعي له شروطه التي لابد من توفرها حتى يكون صحيحا، وقد سبق بيان هذه الشروط بالفتوى رقم: 7704. ومن هذه الشروط الإيجاب والقبول من قبل الطرفين، والإيجاب هو أن يقول ولي الفتاة مثلا: زوجتك ابنتي. والقبول أن يقول الزوج مثلا: تزوجت أو قبلت.

فإن تم العقد بهذه الطريقة وبحضور شاهدين عدلين كان عقدا شرعيا، وأصبحت الفتاة زوجة لهذا الرجل يحل له منها ما يحل للزوج من زوجته.

وأما مجرد ما ذكر بالسؤال من قراءة الفاتحة والدعاء وهذا الكلام الذي ذكره أبو الخاطب فلا يكون به العقد شرعيا، ووطؤه هذه الفتاة والحالة هذه يعتبر زنى تجب التوبة منه، وليس في هذا الفعل كفارة مخصوصة. وإقدامه على وطئها قبل سؤال أهل العلم عما إذا كان هذا الزواج صحيحا أم لا تفريط لا يقبل من مسلم يقيم في بلد مسلم وفي زمن يتوافر فيه العلماء وتسهل فيه وسائل الاتصال، والله سبحانه يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.[الـأنبياء:7 ].

والله والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني