السؤال
توفي يوسف ابني عمره سنة وشهرا و22 يوما منذ أسبوع وكان طفلا منغوليا مثل الملاك وقد عمل جراحة قلب مفتوح وعانى كثيرا مع المرض وكان جرحه لم يندمل بعد، فهل منزلته عند الله كباقي الأطفال الذين يموتون ويدخلون الجنة، ويوم دفنه أخذته على رجلي وفي حضني وهو في كفنه وبكيت كثيرا وكانت علي العادة الشهرية وعرفت بعد ذلك أن البكاء على الميت حرام وأنني حملته على يدي، فهل علي كفارة ولبس الأسود عليه أكثر من ثلاثة أيام؟ أفيدوني وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يأجرك في مصيبتك وأن يخلف لك خيرا منها، واعلمي أن ابنك في الجنة ـ إن شاء الله ـ شأنه شأن سائر أطفال المسلمين الذين دلت النصوص الواضحة على أنهم جميعا في الجنة، وانظري الفتوى رقم: 95011
ونوصيك بالصبر والاحتساب، واعلمي أن أجرك عظيم ومثوبتك كبيرة إن أنت صبرت واحتسبت ولدك عند الله تعالى، ونحيلك للأهمية على الفتويين رقم: 144845ورقم: 134697
وأما بكاؤك على طفلك فإنه لا يضرك ـ إن شاء الله ـ فإن مجرد البكاء على الميت لا حرج فيه، فإن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، فإن كان قد حصل منك شيء من النياحة كخمش الوجه، أو شق الثياب، أو الدعاء بدعوى الجاهلية فتوبي إلى الله واستغفريه، فإن النياحة من كبائر الذنوب، وليس مجرد البكاء من النياحة، وأما حملك لطفلك وأنت حائض فليس هو محرما ولا قائل بذلك من العلماء فيما نعلم، وأما إحدادك عليه فلا يحل فوق ثلاث، وانظري الفتوى رقم: 94267.
والله أعلم.