السؤال
أرجو من شخصكم الكريم الاستماع لشكواي وعدم إحالتي لفتاوى أخرى؛ لأن حياتي دمرت بسبب الوسواس القهري الشديد منذ كنت في المرحلة الإعدادية جاءني في الصلاة أمام عيني كلمة سب لله عز وجل، وكنت كلما أصلي أتخليها موجودة أمام عيني. أعترف أني كنت أصلي بغير خشوع، ولكني لا أعلم لماذا استسلمت لهذا المرض بسرعة، وأحسست أنه كان يلازمني في صغري أيضا، فكنت أحاول أن أتخيل اسم الشيطان حتى يقترن السب به، ولكنها كانت تزداد معي بشكل سريع جداً ومتلاحق، حتى أنني كنت لا أركز في الدراسة بسببها، وكنت أعلم أن هذه الأفكار خاطئة مع صغر سني، بل كنت أقول إني لا أقصد ذلك، وكلما أتى كان يدور في عقلي أن قلبي لم يتأثر بها أبداً، وأخذت أتعايش مع المرض، فكانت الأفكار تلاحقني دوما عندما أسمع كلمة سب من فم أي شخص، وأخذت تتفاقم وتكبر وتتنوع في كيفية التحقير من الدين عامة، وكنت كثيرة العصبية بسبب ذلك. فحاولت أن أقول لأمي على الحالة حتى يتم شفائي فلم تأخذ المرض بالمحمل المطلوب، بل استهزأت بكلامي وأنا في هذه الحالة منذ 5 سنوات، لكني مع ذلك كنت حريصة على الصلاة والله العلي العظيم كنت أحرص على رضا الله ورسوله الكريم، لكن كل ما يجعلني في عصبية دائما هذا المرض، وخاصة هذه السنة حاولت أن أتخلص منه، ولكن غير قادرة؛ لأنه يأتيني فأسمع صوتا يقول لي ذلك، فكان ردي الوحيد هو السكوت في داخلي أو ترديد أي شيء من كلام حتى لا يكتمل السب في أذني لله، والحمد لله كنت أعمل ذلك، إنما في الصلاة كان يأتيني فكنت أتعصب وأخرج من الصلاة، حتى وصل بي الأمر أني أتخيل الكلام مكتوبا على الجدران حتى في الخلاء أتخيله فكنت عندما تراودني هذه الأفكار كنت أذهب للحمام حتى أثبت لنفسي أنه لا يوجد شيء، وعندما أذهب يأتيني اسم الله أمام عيني فتيقنت أنني كفرت، وأحسست أني متعمدة لذلك، حتى أنني أجلت دراستي ولما أدخل الامتحان لأني كلما أنظر لأي كتاب أتخيلها أمامي، فذهبت لدكتور نفسي، فقال لي إنك تعانين من مرض وسواس قهرى، وكتب لي دواء آخذه بانتظام، ولكن العلاج السلوكي لم أقدر عليه، كلما أفعل فكرة مضادة كسب للشيطان أستجيب لمدة قليلة، ولكن في الصلاة تأتيني مرة ثانية كسابق عهدها.
آسفة على الإطالة وسؤالي: أنا عندما قرأت أن الله يقبل توبة المؤمن إذا كفر وآمن مرة ثانية مرتين فقط والثالثة لا يمكن. وأنا حاولت قبل معرفتي بأنني مريضة بوسواس أنني أترك الأفكار هذه من رأسي لكن كنت على أعصابي، ودائما في صداع بسببها؛ لأني أكتم بداخلي شيئا أخاف أن أتذكره، فكان يأتيني مرة ثانية.. فكررت الشهادة والدخول فى السلام أكثر من مرة تعدت الثلاث مرات، لدرجة كنت أكتم تنفسي فى الصلاة حتى لا يأتيني الوسواس. فسؤالي: كيف أكفر عن ذلك الذنب العظيم خاصة أنني في الأسبوعين الماضيين لم أنم ولم آكل، ودائما في بكاء مستمر. وهل الله سيحاسبني على تقصيري في العلاج السلوكي. لأني دماغى غير قادرة حتى تفكر من كثرة الخوف من هذه الأفكار. ماذا أفعل يا شيخ هل أنا بالفعل كفرت، ودائما يدور في ذهني أنني كفرت، وأنني متعمدة في سبي هذا، ماذا أفعل حتى أحس برضاء الله عز وجل عني... فأرجو منك يا فضيلة الشيخ الإجابة التي تريح قلبي لأني في عذاب وغير قادرة أن أفكر في أي شيء على الإطلاق، ودائما في خوف من مواجهة الأفكار أو تذكرها؟