السؤال
سبحان الله كان في خاطري سؤال أود أن يجاوب عليه إخواني الشيوخ الأفاضل والأكارم، ولكن سبحان الله تمت الإجابة اليوم على سؤال نفس ما كان يجول في خاطري بالضبط وهو في الفتوى رقم: 148731 فالشكر وكل الشكر لإخواني الشيوخ الأكارم فقد كانت إجابة رائعة وشاملة ومقنعة جدا ومنصفة لهذا الحكم بالقتل.
ولكن السؤال هو لماذا لا يعطى السارق فرصة أخرى للتوبة، وكيف سيعمل وسيسعى للرزق الحلال إذا فقد إحدى يديه، وهو سيحتاج كلتا يديه للعمل، وخاصة إذا كان شابا في مقتبل العمر، مع العلم أنني مسلّم لأمر الله وحدوده بيقين لا يقبل الشك أبدا ولو على قطع رأسي .
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمشقة الحاصلة على السارق بقطع يده، وكونه يجد مشقة في العمل بعد القطع كل ذلك مفسدة، ولكنها أهون من حصول المشقة على المجتمع كله بعدم إقامة الحد على السارق، والشريعة الإسلامية تقرر ارتكاب المفسدة الصغرى لدفع المفسدة الكبرى، وهذا ما تقضي به العقول السليمة أيضا، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 137253
فقطع يد السارق لا يعني عدم إعطائه فرصة للتوبة، إذ التوبة بابها مفتوح لا يغلق بإقامة الحد، وتكون بالندم على الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، ورد الحقوق إلى أهلها، بل إن إقامة الحد عليه فيه تطهير له من ذنبه إذ الحدود كفارات كما بيناه في الفتوى رقم: 138163.
وكذا قطع يده لا يلزم منه استحالة عمله وعدم إمكانية سعيه لكسب الرزق، وكم من إنسان مقطوع إحدى اليدين يعمل ويكد لطلب الرزق، وآخر سليم اليدين عاجز وكسلان.
والله أعلم.