الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمشقة الحاصلة على السارق بقطع يده، وكونه يجد مشقة في العمل بعد القطع كل ذلك مفسدة، ولكنها أهون من حصول المشقة على المجتمع كله بعدم إقامة الحد على السارق، والشريعة الإسلامية تقرر ارتكاب المفسدة الصغرى لدفع المفسدة الكبرى، وهذا ما تقضي به العقول السليمة أيضا، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 137253
فقطع يد السارق لا يعني عدم إعطائه فرصة للتوبة، إذ التوبة بابها مفتوح لا يغلق بإقامة الحد، وتكون بالندم على الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، ورد الحقوق إلى أهلها، بل إن إقامة الحد عليه فيه تطهير له من ذنبه إذ الحدود كفارات كما بيناه في الفتوى رقم: 138163.
وكذا قطع يده لا يلزم منه استحالة عمله وعدم إمكانية سعيه لكسب الرزق، وكم من إنسان مقطوع إحدى اليدين يعمل ويكد لطلب الرزق، وآخر سليم اليدين عاجز وكسلان.