الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فراق الزوج تارك الصلاة المفرط في السهر والشرب

السؤال

مشكلتي مع زوجي أنه يشرب الخمر، ولا يهتم بأسرته من ولد وزوجة، فلجأت لأبيه وأمه يقولون ربنا يسهل، وإذا حضر سنخبره، وبعد فترة قررت أوقفه عند حده بسبب كثرة السهر والشرب لأني خائفة على ولدي من أن يؤذيه، ولأن والديه غير قادرين عليه، فقد قررت أخبر خال زوجي وعمه وخالته ليكلموه في الموضوع ولأنه بخيل وكذلك يتكلم بمصطلحات سيئة للغاية، ومسؤولية البيت كلها علي، فهل إذا ذهبت أكلم أقرب الناس أكون فضحته؟ رغم أن والديه يعرفون أنه يشرب الكحول قبل الزواج، ولم يخبروني إطلاقا، فهل والداه على خطأ بسبب أنهم لم يخبروني؟ وهل إذا أخبرت أحد أقربائه أكون فضحته بين أهله وأقربائه، والزوج لم يسأل على ابنه طوال فراقنا، وأنا عند والدي حاليا بعد الزواج. وبما أن الزوج لا يحافظ دوما على الصلاة بل يقطعها فالعيش معه حرام، وكذلك هو رجل بخيل فكيف تعيش معه الزوجة؟ والله قد استحملته سنتين على أمل أنه سيترك الكحول، وأنا التي أصرف عليه وهو مقتدر ودخله أكبر مني ثلاثة أضعاف، ويقول شاركي، لكن لم أقدر أتحمل اللسان السيء والبخل وقلة احترامه لأهلي، وهو ينفذ طلبات أخته وأمه ولا يهتم ببيته وزوجته، وكانت أمه تحبني في أول الزواج، وبمرور الوقت بدأت تتحدث عني بأمور لا أفعلها، وتسيئ إلي. وأمة كانت صاحبة أمي بالمدرسة وهم صغار، ومع ذلك فلا يوجد قبول منهم لي مع أني كنت أعاملها مثل أمي بالضبط، و مع ذلك لا تطيقنى وابنها هو الغلطان وتقف معه ضدي. وطالبت الآن بالخلع والنفقة لابني. هل هذا الزوج ممكن ينصلح حاله بمرور الوقت وبعد انفصال ؟ أم يكون أنانيا لنفسه وشهوته فقط أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان زوجك على تلك الحال التي وصفت من ترك الصلاة وشرب الخمر والتقصير في الإنفاق الواجب وسلاطة لسانه وإهماله لبيته وولده، فهو على خطر عظيم، وبقاؤك معه على تلك الحال ضرر بين، فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وتركها جحوداًً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً قد عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة، كما أنّ الخمر أم الخبائث وشربها من أكبر الكبائر، وإذا كنت قد حاولت نصحه في هذه الأمور فلم يرجع، ثم كلمت أقاربه لينصحوه فليس ذلك تشهيرا به، وإنما هو سعي لتغيير المنكر، وأما عدم إخبار والديه لكم عن هذه الأمور، فإن كنتم قد سألتموهما عنه فلم يخبراكم فقد أخطئا ، وأما إذا كنتم لم تسألوا عنه فذلك تقصير منكم، وعلى كل حال، فالذي ننصحك به ألا تترددي في فراق هذا الرجل بطلاق أو خلع، إلا إذا تاب توبة صحيحة، وحافظ على الصلاة، وترك شرب الخمر، وظهرت عليه علامات الاستقامة، أما بقاؤك معه وهو على الحال التي ذكرت بدعوى أنه قد ينصلح حاله فأمر غير مقبول، وسلامة دينك ودنياك في فراق مثل هذا الزوج.

قال المرداوي: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه " ، بل روي عن الإمام أحمد ما يدل على وجوب ذلك.

قال المرداوي: " ونقل المروذي فيمن يسكر زوج أخته يحولّها إليه. وعنه أيضا أيفرق بينهما ؟ قال الله المستعان." الإنصاف - (8 / 318)

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني