الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان زوجك على تلك الحال التي وصفت من ترك الصلاة وشرب الخمر والتقصير في الإنفاق الواجب وسلاطة لسانه وإهماله لبيته وولده، فهو على خطر عظيم، وبقاؤك معه على تلك الحال ضرر بين، فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وتركها جحوداًً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً قد عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة، كما أنّ الخمر أم الخبائث وشربها من أكبر الكبائر، وإذا كنت قد حاولت نصحه في هذه الأمور فلم يرجع، ثم كلمت أقاربه لينصحوه فليس ذلك تشهيرا به، وإنما هو سعي لتغيير المنكر، وأما عدم إخبار والديه لكم عن هذه الأمور، فإن كنتم قد سألتموهما عنه فلم يخبراكم فقد أخطئا ، وأما إذا كنتم لم تسألوا عنه فذلك تقصير منكم، وعلى كل حال، فالذي ننصحك به ألا تترددي في فراق هذا الرجل بطلاق أو خلع، إلا إذا تاب توبة صحيحة، وحافظ على الصلاة، وترك شرب الخمر، وظهرت عليه علامات الاستقامة، أما بقاؤك معه وهو على الحال التي ذكرت بدعوى أنه قد ينصلح حاله فأمر غير مقبول، وسلامة دينك ودنياك في فراق مثل هذا الزوج.
قال المرداوي: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه " ، بل روي عن الإمام أحمد ما يدل على وجوب ذلك.
قال المرداوي: " ونقل المروذي فيمن يسكر زوج أخته يحولّها إليه. وعنه أيضا أيفرق بينهما ؟ قال الله المستعان." الإنصاف - (8 / 318)
والله أعلم.