الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤجر المرء على فعل الخيرات بغية إجابة الدعاء

السؤال

شيخي الفاضل: إذا كانت هناك امرأة عقيم وشغلت وقتها كله وحياتها كلها وتفكيرها كله بالاستغفار والصلاة والدعاء وقراءة أذكار الصباح والمساء وقراءه القرآن والتصدق وكفالة يتيم كله لأجل أن يستجيب الله لها، فهل هذه الأعمال الطيبة تؤجر عليها؟ وهل هذه الأعمال تقبل لكونها شغلت نفسها بها ولكن من أجل أمر من أمور الدنيا؟ أي استغفرت إلخ من أجل أمر من أمور الدنيا؟ أم لا بد لها من نسيان هذا الأمر وشغل وقتها بالاستغفار للآخرة مثلا، لأن كل عمل صالح تعمله من أجل مصلحة دنيوية، فما الحكم في ذلك؟ أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مما لا شك فيه أن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئ ما نوى، والظاهر أن ما عملت هذه المرأة من عبادة ودعاء وقراءة قرآن وكفالة يتيم هو بقصد التقرب إلى الله تعالى وإجابة دعائها، لأن من المستبعد أن تنفك هذه الأعمال عن النية وخاصة الأدعية والأذكار، وانظري الفتوى: 119669، وما أحيل عليه فيها.

وذكر الله تعالى ودعاؤه لا شك أنه من أعظم العبادات وأفضل القربات، بل هو أساس العبادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة. الحديث رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.

وفعل هذه المرأة لهذه القربات العظيمة رغبة في أن يستجيب الله تعالى دعاءها لا يتنافى مع الإخلاص وحصول الأجر ـ إن شاء الله تعالى ـ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 129078.

فعليها أن تستمر في الدعاء وعمل الخير وأن لا تستعجل، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله يسأله مسألة إلا أعطاه إياها، إما عجلها له في الدنيا، وإما ذخرها له في الآخرة ما لم يعجل، قالوا: يا رسول الله وما عجلته؟ قال: يقول دعوت ودعوت ولا أراه يستجاب لي. رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني: صـحـيـح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني