الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من جنس الذنب تكفي العبد مهما كان نوع ذنبه

السؤال

سألت سابقاً سؤالاً وأجيز لي التوبة من جنس الذنب وليس من كل مرة عملت فيها الذنب، فهل ذلك ينطبق على التوبة من عمل المكفرات كسب الدين والاستهزاء والشرك وغيره أي لا يجب أن أتذكر كل مرة سبيت الدين فيها وأتوب مجدداً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي بيناه لك في الفتوى رقم: 153197، من أنه لا يشترط التوبة من كل فرد من أفراد الذنب، وإنما تكفي التوبة من جنسه، فإذا صدقت التوبة واستوفت شروطها كانت مقبولة ـ بإذن الله ـ هذا البيان المتقدم يشمل جميع الذنوب بما فيها الكفر بالله تعالى، فيكفي الكافر سواء كان كفره أصلياً، أو كان مرتداً أن يشهد الشهادتين ويتوب مما كان سبباً في ردته ويغتسل وجوباً عند بعض العلماء واستحباباً عند بعضهم، ولا يلزمه أن يتذكر كل مرة فعل فيها ما يوجب الكفر ليتوب منها بخصوصها، فإذا تاب العبد من كفره تاب الله تعالى عليه، كما قال جل اسمه في حق التائبين: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني