الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثر لعدم رضا المعلم عن تلميذه على دخوله الجنة

السؤال

هل إذا لم يرض الأستاذ من تلميذه بحق، أو بغير حق لا يبارك في عمله ولا يدخل الجنة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ذنوب العبد ومعصيته لله تبارك وتعالى وعدم رضاه عنه هي التي تمحق البركة وتحرم من دخول الجنة، أما عدم رضى المعلم، أو الأستاذ، أو غيره من المخلوقين بغير حق فلا يمنع من دخول الجنة، فمن اتقى الله تعالى واستقام على دينه رضي عنه وبارك له في حياته وأدخله جنته بعد مماته، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {الأحقاف: 13}.

وفي الآية الأخرى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {فصلت:30}.

واحترام المعلم والاعتراف له بحقه من الواجبات التي حث عليها الشرع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه. رواه أحمد والحاكم وغيرهما وحسنه الألباني.

وقد صنف أهل العلم كتبا في أدب الطالب وكيفية تعامل التلميذ مع معلمه وطالب العلم مع شيخه، وانظر الفتوى رقم: 50635.

كما سبق وأن بينا الآداب التي ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها وكيفية تعامله مع معلمه، وانظر الفتوى 71310.

ولا يمنع احترام المعلم وتبجيله والاعتراف له بحقه مناقشته باحترام والرد عليه بأدب إذا أخطأ، قال الشيخ محمد مولود الشنقيطي:

ردّ الأجلاَّءِ على الأجلاَّ من الأبين والشيوخ دَلاَّ

معَ قبولِ كلٍ واحدٍ نَبِهْ له على قبولِهِ أو طَلَبِه

ردّ على مالكٍ ابنُ القاسمِ وابنُ ابنِ عاصمٍ على ابنِ عاصمِ

وابنُ ابنِ مالكٍ على ابنِ مالكْ ولم يَعِبْ صاحبُ نقلِ ذلكْ

كذا الرهوني على رسوخه قد أكثر الرد على شيوخه

وذاك عندي أن حق الحقِّ مقدًَّمٌ على حقوق الخلقِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني