الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل المشروع عند الكرب قراءة أدعيته كلها أم يكفي بعضها

السؤال

ما مدى صحة قراءة سورة الأنعام 41 مرة لتفريج الكرب، وبالنسبة لأدعية الكروب هل أفضل قراءة دعاء أو اثنين والإلحاح بهما؟ أم الأفضل قراءة أدعية متنوعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في فضيلة قراءة القرآن وأن ذلك مما يشرح الصدر ويجلي الهم، ولكن هذا التخصيص المذكور لسورة معينة أو عدد معين أو حاجة معينة - كل ذلك يفتقر إلى دليل شرعي - وإلا كان من البدع المنهي عنها فلا يشرع. وراجعي للفائدة عن ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 94958، 101542، 99061.

وأما السؤال الثاني فجوابه أن الأفضل أن تجمع السائلة بين جميع الأذكار النبوية في هذا المقام ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، قال النووي في الأذكار: الأفضل أن يجمع بين هذه الأذكار كلها. انتهى. وراجعي الفتوى رقم: 116763.

هذا مع الحرص الشديد على التدبر واجتماع القلب وتواطئه مع اللسان، فإن ذلك هو عماد الذكر وحقيقته، قال ابن القيم في الجواب الكافي: إن الأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثم مانع من الإجابة لم يحصل الأثر. انتهى.

ولذلك فإن وجدت السائلة حضوراً زائداً وتأثراً أكبر لبعض الأذكار النبوية خصوصاً فلا حرج أن تؤثرها على غيرها، ويكون هذا أفضل من غيره في حقها، وقد سبق لنا سياق طائفة من الأذكار النبوية في كشف الكرب وتفريج الهم، فراجعي الفتوى رقم: 70505، والفتوى رقم: 152279.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني