الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوكل على الله تعالى علاج ناجع للتشاؤم

السؤال

ياشيخ عندي سؤال محيرني من زمان، ويا ليت أسمع يوما من الأيام إجابة، أنا الحين أريد أعرض عليك ما عندي، ويا ليت يكون فيه جواب،
مثلا قول في عندي امتحان وأريد أن أفعل شيئا لكن أقول لا إذا عملت هذا الشيء سوف أرسب في الامتحان.
مثال واقعي لما أريد أغلق الباب أتحير كيف أغلقه، وكيف أضع المفتاح، وأقول أنا وضعت المفتاح بالشكل هذا مرة وإذا غيرته يحدث شيئا أحسن.
مثال حي. أنا علي امتحان يوم الخميس فلما أفوت على المراحيض أتحير كيف أغلق الباب. هل أجعله من تحت لفوق حتى لما أنتهي أرفعه لفوق، ويكون رفعي للقفل فوق دليلا على ارتياحي، وإذا أنزله للأسفل أشعر أني سوف أسقط لأني أجعل شكله على شكل نزول.
والحين والشيء الأهم أنا في يوم من الأيام قلت أريد أترك الاستمناء نهائيا، وقلت لوجهك يا الله، وبعد فترة صار لي شيء وعلى السريع قلت أكيد هذا الشيء لأني ما كملت فيم قلته، وربنا عاقبني ولأنه علي امتحان يوم الخميس الآتي ما بدعي ربنا أن ينجحني؛ لأنه يأتيني شعور أني ما أدعو ربنا إلا لما يكون علي امتحان أو أني في مشكلة او هناك شيء، فقلت أريد أدعو ربنا بعد ما أمر من مشكلتي التي أنا الحين فيها، وأيضا بعد الامتحان، حتى لما أدعوه وأنا ما أريد من الله شيئا إلا وجه الله يعني مش (دعاء مصلحة) لأن هذا هو شعوري إذا أدعوه وأنا أريد شيئا تذكرنا الصلاة يا شيخ، وقلت لصاحبي أريد أصلي لكن على شرط بعد الامتحان، حتى لما أصلي أصلي لربنا ليس لأجل الامتحان، هذا هي المشاعر التى تأتيني يا شيخ من ناحية الدعاء، أو أن الله عاقبني أو المصلحه، وأعرف أنك ستفهم مقصودي يا شيخ إن شاء الله. أتمنى أن الرسالة تصلك، وأنك أنت ياشيخ ترد عليها.
ما عندي مشكلة الحين غدا، بعد سنة، بعد مليون سنة، ما يهمني المهم أنك تجيبني نحن يا شيخ في إسرائيل ( عرب 48) حتى لما نريد نفتي ما نعرف من يفتي لنا، الله يعيننا، ما لنا إلا التلفزيون حتى نشاهد الفتاوى، ونسمعكم ونرى الوجوه الطيبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما بخصوص الشق الأول من السؤال المتعلق بقلقك من أمور ووضعيات معينة تعرض لك في حياتك وتخشى منها أن تؤثر عليك بالفشل ونحوه فهذا غير جائز، وهو من التشاؤم المذموم، وقد سبق الحديث عن حكم التشاؤم وكيفية التخلص منه في الفتوى رقم: 38340.

فعليك بصرف هذه الخواطر الشيطانية عن نفسك، وأخلص التوكل على الله سبحانه، فكل الأمور إنما تجري بتقديره وإرادته، والتوكل علاج ناجع للتشاؤم.

فعن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الطيرة شرك ، الطيرة شرك ..ثلاثا وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

أما بخصوص الشق الثاني وهو ترك الصلاة والدعاء حذرا من أن تنسب إلى فعل هذه الطاعات لتنال بها شيئا من أمور الدنيا فهذا لا يجوز وهو من كيد الشيطان ووسوسته ليصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، وينبغي أن تعلم أن الصلاة فرض من فروض الإسلام وركن من أركانه، لا يجوز التفريط فيها بحال من الأحوال، وأيضا فإن الدعاء باب عظيم من أبواب العبادة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " رواه الترمذي وأبو داود.

والواجب على المسلم أن يداوم على هاتين العبادتين في كل وقت، فإن نزل به بلاء أو ألمت به حاجة فينبغي أن يكثر من الدعاء والصلاة، حتى وإن كان قبل ذلك مفرطا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة". رواه أحمد وأبو داود ، ومعنى حزَبه أي: أهمه ، وقد أمرنا الله بالاستعانة بالصبر والصلاة.

فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين {البقرة:153}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني