السؤال
سائل يسأل: أثناء سفري في الجو تجتمع عليّ 4 صلوات -كما في الرحلات الطويلة-، ويصعب أن أصلي واقفا ثم أرجع، أو أن أصلي جالسا لأني أصلي مع وجود بعض النصارى -بحكم عملي كسائق طائرة-، فهل لي أنْ أصلي عند وصولي الصلوات الأربع كلها؟
سائل يسأل: أثناء سفري في الجو تجتمع عليّ 4 صلوات -كما في الرحلات الطويلة-، ويصعب أن أصلي واقفا ثم أرجع، أو أن أصلي جالسا لأني أصلي مع وجود بعض النصارى -بحكم عملي كسائق طائرة-، فهل لي أنْ أصلي عند وصولي الصلوات الأربع كلها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على كل مسلم أن يصلي الصلاة لوقتها، ولا يجوز إخراج الصلاة عن وقتها بحال إلا إن كانت تلك الصلاة مما يجمع مع ما بعدها، ووجد عذر يبيح الجمع، فحينئذ يجوز الجمع بين الصلاتين، والأعذار المبيحة للجمع مبينة في الفتوى رقم: 6846، فانظرها، وتعمد إخراج الصلاة عن وقتها من غير عذر من كبائر الذنوب وموبقات الآثام، وراجع الفتوى رقم: 130853.
فالواجب على هذا السائق إذا حضر وقت الصلاة وهو في الطائرة أن يصلي على حسب حاله، وأن يأتي بما يقدر عليه من شروط الصلاة وأركانها، فإن قدر على القيام صلى قائما وإلا صلى قاعدا كيفما قدر.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: الجواب : الواجب على المسلم في الطائرة إذا حضرت الصلاة أن يصليها حسب الطاقة، فإن استطاع أن يصليها قائما ويركع ويسجد فعل ذلك، وإن لم يستطع صلى جالسا، وأومأ بالركوع والسجود . فإن وجد مكانا في الطائرة يستطيع فيه القيام والسجود في الأرض بدلا من الإيماء وجب عليه ذلك لقول الله سبحانه : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ سورة التغابن ، الآية : 16 ] . وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمران بن حصين - رضي الله عنهما - وكان مريضا : « صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب » رواه البخاري في الصحيح ورواه النسائي بإسناد صحيح وزاد : « فإن لم تستطع فمستلقيا ». انتهى
ويجوز له أن يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء لكونه على سفر، وأما أن يؤخر جميع الصلوات حتى يصليها فيما بعد فلا يجوز بحال، بل هو من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر كما مر، وما ذكره من وجود بعض النصارى ليس مانعا من أداء الصلاة في وقتها، ولا عذرا يبيح تأخير الصلاة عن وقتها البتة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني