الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تخيير الزوج لزوجته بينه وبين أهلها

السؤال

ما حكم تخيير الزوج لزوجته بينه وبين أهلها؟ وكان سبب التخيير هو تدخل أهل الزوجة وإثارة المشاكل وإخراج الزوجة لأسرار البيت لأهلها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أكثر أهل العلم على أنه يجوز للزوج تخيير زوجته بالطلاق، وخالف في ذلك الظاهرية فقالوا بعدم الجواز، وراجع في هذا الفتوى رقم: 110639.

ومن العلماء من ذهب إلى الكراهة، كما نسب ذلك الباجي في المنتقى إلى أبي بكر القاضي.

ولم تذكر بالسؤال الصيغة التي تم بها التخيير، وألفاظ التخيير منها الصريح ومنها الكناية، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 124104.

وما ذكرناه سابقا إنما هو فيما إذا قصد الزوج تخييرها بالطلاق، وأما إن كان التخيير في البر ونحو ذلك فليس من حق الزوج أن يخير زوجته بينه وبين أهلها من هذه الجهة، فإن لأهلها حقوقا عليها يجب عليها القيام بها ولاسيما حقوق الوالدين، وفي المقابل هنالك حقوق لزوجها عليها يجب عليها القيام بها، فيجب عليها أن تعطي كل ذي حق حقه، ولو قدر أن تعارض هذان الحقان، فحق الزوج مقدم، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 19419.

وينبغي للزوجة أن لا تفشي أسرار بيتها لأهلها وخاصة ما يتعلق منها بالفراش، فهذه يحرم إفشاؤها، كما بينت الفتوى رقم: 113930.

ولا يجوز لأهل الزوج، أو أهل الزوجة التدخل في حياة الزوجين بما يثير المشاكل بينهما، فإن تدخلوا فليتدخلوا بالخير وما فيه المصلحة، أو يدعوا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني