الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هناك إخوة يقولون إن الأفضل لطالب العلم أن يؤخر الزواج لكي يحصل أكثر. فهل يصح أن أستدل بقول الله: والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما. على أن الزواج ليس عائقا يعني أن هؤلاء لهم أزواج ومع ذلك هم أئمة في الدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج يشتمل على مصالح عظيمة، لكن إذا ترجحت مصلحة أخرى لبعض الناس كتحصيل علم نافع لا يدركه مع الزواج فالتأخير أفضل إذا كان تأخير الزواج لا يضر بدينه. جاء في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: المستحب لطالب الحديث أن يكون عزبا ما أمكنه ذلك، لئلا يقتطعه الاشتغال بحقوق الزوجة والاهتمام بالمعيشة عن الطلب. اهـ

أما القاعدة والأصل فتعجيل الزواج أفضل. وقال ابن قدامة في العمدة: النكاح من سنن المرسلين وهو أفضل من التخلي منه لنفل العبادة. اهـ

والأصل أن الزواج لا يعوق عن طلب العلم ، بل الأصل أنه يعين عليه، فإن الزواج سكن للنفس وطمأنينة للبال. قال الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح: الزواج لا يعوق عن طلب العلم، بل ربما يعين على طلب العلم.

أما الآية الكريمة التي ذكرها السائل فإن الله تعالى يخبر فيها عن هؤلاء الصالحين من عباده أنهم يسألون ربهم أن يهديهم ويوفقهم ويمن عليهم بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة ظاهرا وباطنا التي لا تتم الإمامة إلا بها، ويسألونه أن يقرأ عليهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم لله سبحانه وتعالى. فالإمامة في الدين والعلم وحصول قرة العين في الزوجات والذرية للشخص الواحد لا إشكال فيه، ولكن سؤالك عن هل يؤخر طالب العلم الزواج في بداية طلبه للعلم فالجواب ما تقدم.

وعليه فالاستدلال بالآية على تقديم الزواج أو تأخيره لطالب العلم غير ظاهر .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني