الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوات الشيطان في الصد عن العلم

السؤال

في البدء ـ أيها الأحبة ـ فإنني لا أعلم حين أبعث لكم بسؤال هل أنتظر حتى تفرغوا من الإجابة، تفهماً لمسعاكم وخدمتكم لغيري حسب عرفكم كما هو موضح؟ أم أبادر بالسؤال حين يطرأ؟ أنا محرج، لكنني رفعت الأمر لكم فأنتم أعلم بحالكم منا، وسؤالي: أين أستطيع تلقي العلم من المشايخ في قطر؟ وكيف؟ أود مخالطة المشايخ وطلبة العلم فقد جربت القراءة في السنوات الخمس الأخيرة، علماً بأنني بدأت القراءة والكتابة في العقدية والمذاهب عبر المنتديات المتخصصة وكان معي بعض طلبة العلم، ثم توقفت وبدأت أحفظ القرآن، فقلت في نفسي أقرأ التفسير ثم أعود للحفظ، فتوقفت عن الحفظ وبدأت قراءة تفسير ابن كثير، فقرأت من سورة البقرة حتى وصلت إلى سورة النور ثم توقفت وعدت للقراءة في اللغة والكتابة في المنتديات، ثم توقفت عن كل ذلك والآن عدت واستفدت من بعض نصائحكم للمهتمين بطلب العلم المبتدئين كشرح المقنع على زاد المستقنع والأصول في علم الأصول لابن عثيمين وشرح الأجرومية لصالح بن أحمد الأسمري وغيرها من الكتب أرجوكم أن ترشدوني إلى باب علني أدخل منه وهو مناسب لي! فنفسي تواقة للكسل والتمرد والتهاون كما أنها تحدثني بأمري وما أنا أهل له ولست بأهل للتفقه، والآن فتحت لي بابا آخر فوجدته ووجدته فأنا مثبط حيث زعمت أنني ألج إلى طلب العلم، لأنني في ضنك ووالله أنا في صراع مع ذلك.وأخشى الانتكاسة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا في حرصك على طلب العلم, وهذا باب عظيم من أبواب الخير, وورد في فضله كثير من نصوص الكتاب والسنة, وراجع في ذلك الفتويين رقم: 130017، ورقم: 130606

فننصحك بشحذ همتك في هذا السبيل ولا تدع للشيطان سبيلا لتثبيطك, كما أنه ينبغي أن يكون لك في هذا الطريق إخوان صدق من طلبة العلم يعينونك فيه، ومن أهم آداب طلب العلم ملازمة الطالب لشيخ يتلقى عنه العلم, ولا يجعل الكتاب شيخا له، فقديما قالوا: من كان شيخه الكتاب فخطؤه أكثر من الصواب.

ثم إن حصول الملل وارد وطبيعي فإذا روح الإنسان عن نفسه بما أباح الله تعالى عاد نشيطا، فحمل النفس على الجد في كل حال يسبب الملل، ولكن ساعة وساعة.

وأما حلقات العلم في قطر فكثيرة, وأقرب طريق تستطيع به الوصول إلى ذلك هو مراجعة قسم الدعوة والإرشاد بإدارة الدعوة ليدلوك على المساجد التي فيها حلقات للعلم, وهنالك دروس أيضا تعلن من خلال إذاعة القرآن الكريم بالدوحة.

وننصحك بأن لا يكون منك انقطاع عن حلقات حفظ القرآن ما أمكن، فإن حفظه باب العلم الواسع، ثم يأتي بعد ذلك تعلم علومه الأخرى وكذلك حفظ السنة فمن أخذ منهما بحظ وافر حفظا وفهما رواية ودراية فهو العالم حقا، وكل هذا كما قلنا لك يحصل بالتدرج وملازمة العلماء والصبر على العلم، ولقد كان العلماء الأجلاء يقولون مع المحبرة إلى المقبرة, ومهما ثبطك الشيطان وألقى إليك وساوسة ليصدك عن العلم فلا تطعه وإن قال لك إنك تطلب العلم للدنيا، أو للهروب من الملل والضنك فلا تلتفت إليه، وقديما قال أحد السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني