الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا في حرصك على طلب العلم, وهذا باب عظيم من أبواب الخير, وورد في فضله كثير من نصوص الكتاب والسنة, وراجع في ذلك الفتويين رقم: 130017، ورقم: 130606
فننصحك بشحذ همتك في هذا السبيل ولا تدع للشيطان سبيلا لتثبيطك, كما أنه ينبغي أن يكون لك في هذا الطريق إخوان صدق من طلبة العلم يعينونك فيه، ومن أهم آداب طلب العلم ملازمة الطالب لشيخ يتلقى عنه العلم, ولا يجعل الكتاب شيخا له، فقديما قالوا: من كان شيخه الكتاب فخطؤه أكثر من الصواب.
ثم إن حصول الملل وارد وطبيعي فإذا روح الإنسان عن نفسه بما أباح الله تعالى عاد نشيطا، فحمل النفس على الجد في كل حال يسبب الملل، ولكن ساعة وساعة.
وأما حلقات العلم في قطر فكثيرة, وأقرب طريق تستطيع به الوصول إلى ذلك هو مراجعة قسم الدعوة والإرشاد بإدارة الدعوة ليدلوك على المساجد التي فيها حلقات للعلم, وهنالك دروس أيضا تعلن من خلال إذاعة القرآن الكريم بالدوحة.
وننصحك بأن لا يكون منك انقطاع عن حلقات حفظ القرآن ما أمكن، فإن حفظه باب العلم الواسع، ثم يأتي بعد ذلك تعلم علومه الأخرى وكذلك حفظ السنة فمن أخذ منهما بحظ وافر حفظا وفهما رواية ودراية فهو العالم حقا، وكل هذا كما قلنا لك يحصل بالتدرج وملازمة العلماء والصبر على العلم، ولقد كان العلماء الأجلاء يقولون مع المحبرة إلى المقبرة, ومهما ثبطك الشيطان وألقى إليك وساوسة ليصدك عن العلم فلا تطعه وإن قال لك إنك تطلب العلم للدنيا، أو للهروب من الملل والضنك فلا تلتفت إليه، وقديما قال أحد السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
والله تعالى أعلم.