السؤال
ما هو علاج التشدد في الدين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حذر الشرع المطهر من التشدد في الدين والغلو فيه، ودلت على ذلك نصوص كثيرة، فمنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. رواه النسائي وابن ماجه.
ومنها: ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. أخرجه البخاري وغيره.
والأحاديث في هذا كثيرة، فالحق وسط بين طرفين، الغلو والجفاء، فمن الناس من يجفو عن الحق ويتساهل في التمسك به ولا يأخذ ما أوتي بقوة فيكون عنده رخاوة في التدين واتباع الهوى، ومنهم من يغلو في طريق التدين حتى يخرج عن حد الاعتدال والاستقامة فيوجب ما لم يوجبه الله ورسوله، أو يحرم ما لم يحرمه الله ورسوله، والحق في التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع ما كان عليه هو وأصحابه من غير غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط، وما أحسن ما قال الحسن البصري ـ رحمه الله: السنة والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي فاصبروا عليها ـ رحمكم الله ـ فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك ـ إن شاء الله ـ فكونوا. انتهى.
ولا تحصل هذه المتابعة للسنة والمجانبة للغلو والجفاء إلا بالعلم الصحيح الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم بإحسان، فمن اجتهد في تعلم أحكام الشرع عرف الحق فاتبعه والباطل فاجتنبه ولم يترخص حيث لا ينبغي الترخص ولم يتشدد حيث كان في الرخصة سعة، فليجتهد المسلمون في تعلم العلم عن أهله المعروفين بالرسوخ فيه، فإن النجاة كل النجاة في لزوم غرز العلماء والصدور عن رأيهم وإشارتهم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني