الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سداد الدين أم تزويج الأبناء؟

السؤال

أبي مديون بمبلغ كبير لعمتي، والآن تقدم لي شاب لخطبتي. فهل مباح أن يجهزني أبي قبل سداد الدين؟ وأخي أيضا بلغ 30 من العمر ويريد أن يتزوج ؟ فهل أيضا يجوز إتمام مصاريف الزواج قبل سداد الدين؟ وأريد أن أسأل عن المعيشة أيضا وأننا نمتلك سيارة فخمة ونعيش حياة كريمة. فهل يبارك الله لنا؟ شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدين لا يخلو من أن يكون حالا أو مؤجلا، فإن كان مؤجلا فلا حرج على المدين في تأخير قضائه لحين حضور أجله، وإن كان الأولى أن يعجله إبراءً لذمته. وأما إن كان الدين حالا فإنه يجب تعجيل أدائه ما دام قادرا على ذلك.

جاء في الموسوعة الفقهية: يجب تعجيل الوفاء بالدين عند استحقاقه، ويحرم على القادر المطل فيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم... قال ابن حجر في الفتح: المعنى أنه من الظلم، وأطلق ذلك للمبالغة في التنفير عن المطل، والمراد من المطل هنا: تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر. اهـ.

وإذا تقرر هذا فلابد من النظر في حال دين والدك، فإن كان حالا فلا يجوز له أن يقدم نفقة تجهيزك أو زواج أخيك على قضاء دينه، لأن الراجح الذي عليه جمهور العلماء خلافا للحنابلة أنه لا يجب على الآباء تزويج من تجب عليهم نفقتهم من الأبناء، وإن احتاجوا لذلك كما سبق في الفتويين: 23574، 27231.

وكذلك لا يجوز له أن ينفق من ماله شيئا في ما يمكنه الاستغناء عنه دون مشقة، ما دام ماله لا يتسع لهذه النفقة وقضاء الدين معا، فإن الدين شديد وتبعته عظيمة. وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام: 97418، 22797، 6751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني