السؤال
أنا أريد أن أعرف هل أنا ماشي صح أو غلط ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين الله تعالى لعبادة سبيل السعادة والشقاوة , وهداهم النجدين وأقام عليهم الحجج بإرسال الرسل وإنزال الكتب وقطع عنهم المعاذير , فمن سار وفق شرع الله ففعل ما أمره الله به وترك ما نهاه الله عنه فهو على الجادة, وهو السالك سواء السبيل, وأما من حاد عن هذا وخالف أمر الله تعالى وارتكب نهيه فهو على شفا هلكة إن لم يرحمه الله تعالى ويوفقه للتوبة النصوح , فعليك أيها الأخ الكريم إذا أردت الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة وأن يكون سيرك مستقيما أن تتبع الصراط المستقيم الذي شرع الله لعباده اتباعه , فتتعلم أحكام الشرع المطهر , وتعرف ما يلزمك من العقائد فتعتقدها والعبادات فتفعلها , سواء في ذلك عبادات القلب من الحب والخوف والرجاء، أو عبادات الجوارح من الطهارة والصلاة ونحوها , فإذا علمت ما أوجبه الله عليك وشرعه لك وعلمت ما نهاك عنه وحرمه عليك فاجتهد في العمل به وتطبيقه في حياتك فعلا للمأمور وتركا للمحظور، مع الدعوة إلى الله تعالى ما أمكن ونصح من يقع في شيء من مخالفة الشرع بالحكمة والموعظة الحسنة , مع الصبر على ما ينالك من الأذى في هذا السبيل , فباجتماع ما ذكرناه يكون سيرك مستقيما لا اعوجاج فيه , وبقدر ما تتركه من هذا يكون الانحراف في السير , وقد جمع الله ذلك كله وبين سبيل النجاة في سورة قصيرة المبنى كبيرة المعنى هي سورة العصر , حتى قال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم . فعليك أخي بامتثال أمر الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال فما سعد من سعد إلا بذلك ولا شقي من شقي إلا بترك ذلك , قال الله : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. (الأنعام:153) . وقد روى أحمد في المسند من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل , عن عبدالله هو ابن مسعود , رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال : هذا سبيل الله مستقيما . وخط على يمينه وشماله , ثم قال : هذه السل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه . ثم قرأ : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {الأنعام:153} .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني