الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الأمور لا يقع بها الطلاق

السؤال

هناك بعض المنتديات التي تقدم موضوعات تحتوي على رسائل الجوال وأدخل إلى تلك المنتديات وأقوم بحفظ صفحات الرسائل على الحاسب الآلي مثل رسائل الحب والغرام والرسائل الدينية وأنسخ منها ما يعجبني فإذا وجدت رسالة حب مناسبة أنسخها على موبايلي وأرسلها لزوجتي، لكن في يوم وأنا جالس على الكمبيوتر وجدت الصفحات التي نسختها من بعض هذه المنتديات ووجدت من بينها صفحة من المنتدى بها رسائل فراق وهجر ويبدو أنني قد قمت بحفظ هذه الصفحات على جهاز الكمبيوتر، لكنني لم أرسل منها شيئا لزوجتي وتأكدت من ذلك عندما قرأت ما في هذه الصفحات فأغلبها باللهجة الخليجية وأنا مصري، وسؤالي لفضيلتكم: هل مجرد حفظ تلك الصفحات على الكمبيوتر هو كناية من كنايات الطلاق وتعتمد على النية يعني تعتمد على نيتي عند قيامي بحفظ هذه الصفحات؟ مع العلم أنني فقط قمت بحفظ الصفحة على الكمبيوتر ولم أرسل منها شيئا لزوجتي فهل حفظ هذه الصفحات على الكمبيوتر وما بها من رسائل يشبه كتابة الطلاق؟ أرجو الإجابة عن هذه الأسئلة بوضوح حتى يطمئن قلبي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فضابط كناية الطلاق التي يقع بها هو أنها: كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحاً فيها ـ ومن كناية الطلاق كتابته على الجوال، أو الكومبيوتر، أو الورقة، ولكن الكناية لا تكون طلاقاً إلا إذا أسند اللفظ إلى الزوجة مع نية إيقاعه، جاء في الموسوعة الفقهية أثناء الحديث عما يقع به الطلاق: ومنها ما هو كناية، أي: أنه لا يدل على المراد إلا بالنية، أو القرينة، لأنه كما يقول الشبراملسي: يحتمل المراد وغيره، فيحتاج في الاعتداد به لنية المراد لخفائه. انتهى.

وراجع المزيد من الفائدة الفتوى رقم: 78889.

وبناء على ما سبق، فما قمت به من حفظ تلك الرسالة المشتملة على الهجر والفراق وغيرهما لا يشبه كناية الطلاق ولا يقع به ولو قصدت إيقاع الطلاق عند حفظ تلك الرسائل، لأن ما قمت به لا يفيد الفرقة ولا يؤدي معنى الطلاق، وليس فيه إسناد إلى زوجتك، فهو يشبه كتاباً اشتريته، أو صفحات استنسختها ونحو ذلك.

وننصحك بالإعراض عن مثل هذه الأفكار وعدم الالتفات إليها، لئلا تقع في الوساوس والشكوك.

وأخيراً ننصحك بالاقتصار على قراءة ونسخ ما يفيدك من أمور وينبغي أن تبتعد عن قراءة رسائل الحب والغرام لأنها تثير الغرائز وتدعو للفواحش وتبعث على الشهوات والآثام، وراجع المزيد من الفائدة الفتوى رقم: 48919.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني