الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الله تعالى يبتلى من شاء من عباده بما شاء

السؤال

هل يمكن أن يسمح رب العالمين باغتصاب وتصوير وإذلال فتاة مسلمة تقية من بيت مسلم ملتزم؟ أم أن العدالة الربانية تقتضي استحقاق هذه الفتاة لذلك لذنوب معينة؟ وبشكل عام هل يمكن أن يسمح الله بوقوع مصائب مذلة ومهينة لعبد مسلم تقي؟ أم أن هناك حدا للابتلاءات التي تقع للمؤمن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالله تعالى مالك الملك ومدبر أمور هذا الكون يقضي فيه بما يشاء ويحكم فيه بما يريد لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، قال تعالى: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23}، وقال سبحانه: وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {الرعد:41}، وقد جعل سبحانه هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلي فيه من شاء من عباده بما شاء، فقد ابتلى أكرم الناس وهم الأنبياء بأنواع من الابتلاءات العظيمة قد سبق بيان شيء منها في الفتوى رقم: 110965.

وله في ذلك الحكمة البالغة، وللمبتلي كثير من العواقب الحميدة إن صبر ابتغاء مرضات الله تعالى، كما أنه يمكن أن يكون ابتلاؤه عقاباً مرتباً على ذنوب ارتكبت، ويمكنك أن تطلع على شيء من هذا في الفتوى رقم: 44779.

وبناء على ما ذكرنا فيمكن أن يبتلي الله فتاة مؤمنة بمثل ما صورت في سؤالك، واعلم أن الإرادة والقضاء قد يراد بهما الجانب الكوني القدري، وقد يراد بهما الجانب الديني والشرعي، ولمعرفة الفرق بينهما راجع في ذلك الفتوى رقم: 18046.

وبناء عليه، نقول: إن الله تعالى يأذن بمثل ما ذكر في السؤال كونا وقدراً، ولا يأذن به دينا وشرعاً، وبهذا التفصيل يزول الإشكال، وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم الاهتمام بالسؤال عما وراءه عمل فذلك أجدى له وأنفع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني